وبعد أن ذكرت خنكار في تعقيبها اسم الديوان الصحيح وهو "سيمفونية الربيع" توسّلت بالتصويب وتوصيف الديوان لدحض تهمة الترتيب للاحتفاء عبرالهروب إلى حضن الوطنية والاعتصام بها بصورة طريفة؛ تلحّ على أن الندوة مناسبة وطنية، وليس ثمة علاقة للشعر والأدب بما قيل فيها، وتتجنب ما استطاعت كل ما ينمّ عنهما من قول أولفظ أو إيحاء! إذ أطلقت خنكار على الديوان الصادر عن دار الفارابي اسم "إصدار وطني" وذكرتْ بغية التسويغ للندوة التي شارك فيها الناشر وأحد مواطنيه أن "حب الأرض والوطن يستحق التكريم" ووصفت الندوة الاحتفائية غير مرة بالوطنية، وأبانت بطريقة قطعية أهداف المتحدثين في الندوة. "وكل من تحدث في تلك الندوة كان هدفه فقط الاحتفاء بحب الوطن" وزادت "لقد جاءت الندوة عزفًا وطنيًا خالصًا". والتعقيب، على أية حال، يكتظ بالطرائف في الأسلوب وطريقة المنافحة، غير أن أطرف ما فيه الوسيلة التوضيحية المصاحبة؛ وهي صورة واضحة للوحة إعلانية كبيرة تدعو إلى الندوة، ويهدف إرفاقها مع التعقيب فيما يبدو إلى تقديم برهان مادي على اسم الديوان، وهو مما لا يعني المجلة ولا يغيّر في الأمر من شيء، غيرأنه أثبت، بطريقة أبلغ من توصيف باعشن اللغوي المختصر، ترتيب الشاعرة للندوة، والإعداد للاحتفاء بنفسها والدعوة إليه؛ فاللوحة المتضمنة الدعوة إلى الندوة الأدبية حول المجموعة الشعرية -حسب الصورة- لا علاقة لها بالجهة المنظمة، ولا تتضمن ما يشير إليها؛ فالداعيان إلى الندوة هما المؤلفة والناشر، ومكانها الإيوان الثقافي، وهي ضمن برنامجه المصاحب لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب. واستنادًا إلى مكان وزمان الفعالية وعدم وجود ما يشير إلى المظلة الرسمية لا يمكن تصور علاقة معرض الكتاب بهذه الندوة أو توصيفها إلا عبر التعالق مع تعبيرات لغوية مرتبطة ببعض الحالات والظواهر في مجتمعنا مثل "التكريم بالباطن" أو "تمرير الندوات التكريمية"! وثمّ، من جهة أخرى، ما يلفت الانتباه في اللوحة الإعلانية وهو كبر حجمها ولا علاقة لذلك، فيما يبدو، بحجم (كُبْرِي) الوطنية... ولي أن أعلل الانهمام باللوحة وحجمها وتصويرها وما تشي به تفاصيلها كالخطوط البارزة وطباعة صورة الغلاف في أحد أركانها عِوضًا شعار الجهة المنظمة، بشعور الأنا بحجمها الحقيقي وتقييمها الباطني له وانعكاسه على السلوك؛ وهو ما يشاكل في حالة اللوحة هنا صنيع من يلوّح بشهادة ميلاده الزائفة لكل من يقابله بصورة كاريكاتورية ممجوجة ابتغاء الإعلان القسري عن اسمه الذي لا يعني أحدًا سواه! أوما يشاكل صنيع تلميذ يُزَبرج أولى شهاداته التي تحصّل عليها بطريقة لا يعرفها أحد غيره، ويتخايل بها ما استطاع بين القادمين والذاهبين تحت وطأة شعور مرير بأنها الأخيرة! ... يتبع. [email protected]