وقعتْ عيني خلال استعراض عنوانات مجلة الجزيرة الثقافية بنسختها الإلكترونية في عددها الأخير على عنوان «خنكار ترد على باعشن...» ولفت انتباهي الاسم الأول الذي لم أجد له صدى، أو تعريفًا في الذاكرة؛ فهو ليس من الأسماء الثقافية أو الأدبية التي يتوقّع القارئ منها أن تحاور، أو تجادل، أو تؤازر باعشن فيما تطرحه عبر الملاحق الأدبية من رؤى، وأفكار، وقراءات نقدية. كما استرعى الاسم انتباهي، من جهة أخرى، بجرس أحرفه، وإيقاعه الكلي الذي يوحي بأنه على أهبة الانقضاض، وقد عزّزتْ هذا الإيحاء بنيته الصرفية التي تُهايئ إحدى صيغ اسم الآلة...، فقلت لعل الله استجاب لدعاء أحد رؤساء الأندية الأدبية الصالحين على قلم باعشن، الذي ما انفك يقضّ مضاجعهم، ويلاحقهم آناء الصحو، وأطراف المنام بغزير مداده، وكامل عتاده، كأنه مُوكل بهم، ومأطور عليهم، ومتفرغ لهم؛ يترصّد حركاتهم وسكناتهم، ويحلّل تصريحاتهم وقالاتهم بحماسة صَنَّاع، ومشاكسات دائبة... لعل أطرفها ما أسفرتْ عنه حاسبة باعشن الآلية من نتائج رقمية مذهلة ! وهجستُ بأن الاستجابة لذلكم الدعاء لم تأتِ إلاّ بعد استخدام الآلة الحاسبة بصفتها وسيلة جديدة في ملاحقة أو مقاذفة رؤساء الأندية، وتبيّن لي برهان هجسي في ماهية الجزاء المتجانس مع نوع الوسيلة المبتكرة وتأثيرها... ما يتوافق مع عدالة الجزاء وحكمته، ويعزّزمن إمكانية تحقق العِبرة والعظة، وتهيأت لمشاهدة عجائب القدرة الانقضاضية وهي تفتك من علٍ بأزرار الآلة الحاسبة المشرئبّة، وتبقر بطنها، وتكشف أمعاءها الخاوية ! وبعد أن قرأت التعقيب تيقنتُ من «طول سلامة» الآلة الحاسبة؛ فقد علمتُ من خلاله بأن ثمة انقضاضًا قد حدث غير أنه في معرض الرياض الدولي للكتاب، وأدركت أن لمعرض الكتاب واديًا، أسوة بوادي الأندية الأدبية، وهو أحوج ما يكون إلى آلة حاسبة مختلفة؛ ترصد أسماء المدعوين إليه، والمشاركين في فعالياته بصفته تظاهرة ثقافية موسمية بارزة، كما تحسب منسوب معرفة أعضاء لجنته الثقافية بالفاعلين في مشهدنا الثقافي ومنجزاتهم، بالإضافة إلى منسوب إدراكهم لتحولاته، وإلمامهم بتفاصيله. فقد جاء تعقيب خنكار على مقالة سابقة لباعشن في ذات المجلة تحدثت فيها عن ندوة تكريمية فرضتها خنكار، واستقطبت المشاركين فيها، ودعت إليها للاحتفاء بأحد دواوينها ضمن برنامج الإيوان الثقافي المصاحب لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب. وقد أخطأت باعشن -حسب التعقيب- في اسم الديوان المحتفى به، وتحدثت عن ديوان آخر نفتْ عن مضمونه ما ينمّ عن ظلال الوطنية التي كانت ذريعة تمرير الاحتفاء. ... وللحديث صلة.