ماذا نحن الآن؟ «خصم» مصر التي «تدير سياسة عدوانية»، أم «العدو» مع كل ما يُفهم من ذلك بشأن مستقبل العلاقات بدولة جارة وقّعت معنا على اتفاق؟ وكيف يتم أصلًا النوم بهدوء مع العدو؟. إن المرشح المتقدم للرئاسة، عمرو موسى، ينهج نهجًا أكثر ليونة، ونحن عنده «خصم واضح لا نتفق معه»، ويعد منافسه أبو الفتوح بأنه إذا أصبح رئيسًا فسيهتم بفتح اتفاقات السلام كل خمس سنين، وأن ينتقي الملائم منها فقط. أحق؟ بعد أن شاهدت في مدة 4 ساعات المناظرة التلفزيونية الأولى من نوعها في العالم العربي بين الاثنين خلصت إلى استنتاج أن الجدل في تصور إسرائيل غير مهم، فأهم منه أن لا أحد يهددنا بحرب، ، وقد وعد موسى (موجهًا كلامه إلى آذان أمريكية خاصة) بأنه لا ينوي إلغاء الاتفاق وجوبه بالنقد فورًا، لكن أبو الفتوح أيضًا لم يلتزم بإلغاء الاتفاق (وكان كلامه أيضًا موجهًا إلى الآذان الأمريكية كي لا تفسد عليه ترشحه). من المهم أن نذكر أننا في ذروة الحملة الانتخابية، وأن الذي سيحدد بنية العلاقات سيتم فقط بعد أن يدخل الرئيس القادم القصر، ويعين وزراء الحكومة الجديدة ويبدأ العمل، وكل ما يُقذف الآن في جو منتديات التلفاز لا يقدم ولا يؤخر، ولست على ثقة أيضًا بأن المصوت المصري قادر على أن يعرف الفرق بين «خصم» و»عدو»، بل يهمه أكثر من ذلك كثيرًا ما سيأكله أبناؤه بعد غدٍ، وكيف سيواجهون الأزمة الاقتصادية والبطالة، وماذا سيفعلون بشأن العنف في الشوارع. وهناك سؤال آخر ينبغي الفحص عنه وهو: هل ستتم الانتخابات أصلًا أم ستُلغى في آخر لحظة؛ لأنه لا يجوز أن ننسى أنه ليس لمصر إلى الآن قبل افتتاح صناديق الاقتراع ب 12 يومًا، دستور جديد، ولا يوجد في واقع الأمر ما يُقترع عليه. إن يسري فودة، وهو محقق رفيع سابق في «الجزيرة» أتم عرضًا حقيقيًّا بدور الموجه للمناظرة وعرف كيف يؤدي بهما إلى زوايا مظلمة. احتيج إلى ثلاثة أسابيع لبناء القاعة، حيث يظهر في الخلف ألوان العلم المصري، وحُددت قواعد سلوك صارمة منها الوقوف على القدمين أربع ساعات المناظرة، وهذا غير سهل على موسى ابن السادسة والسبعين، ولا على أبو الفتوح ابن الستين عامًا الذي اضطر إلى أن يكشف بالأسلوب الأمريكي عن أنه يعاني ضغط دم عاليًا، ومرض البول السكري. تتحدث الصور التي تأتي من القاهرة سُجل تعادل حتى الآن، فلم يفز أحد، ولم يُهزم أحد، وخرج شباب النارجيلات في بلبلة، والباقي سيأتي في الأسبوع المقبل. هآرتس