تألق الشاعر عبدالرحمن الشهري في أمسيته التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون بجدة الأسبوع الماضي وشهدت توقيعه لديوانه الجديد «لسبب لا يعرفه». بدأت الأمسية والتي قدمها الإعلامي سعد زهير بكلمة لمدير جمعية جدة المهندس عبدالله التعزي أشار فيها إلى أن ما نشهده من تنوّع ثقافي ما هو إلا انعكاس لثراء مدينة جدة بكل أطيافها وشرائحها. بعد ذلك قدمت الدكتورة أميرة كشغري قراءة مختصرة لديوان الشاعر، قائلة: هذه المجموعة تتمحور حول موضوعين هما: «جدلية الموت والحياة» و»الحنين للماضي» وذلك من خلال ذكر مفردات الجد والجدة كثيرًا في النص في الوقت الذي استشرف فيه الموضوع الأول ومن خلال عتبات النص الأولى بجنوح الشاعر إلى الموت ك «ثيمة» في كثير من النصوص انطلاقا من العنوان «لسبب لا يعرفه» وانتهاء بآخر نص شعري ورد في ديوانه «وفاة». إثر ذلك نثر الشاعر عبدالرحمن الشهري الكثير من قصائده على الجمهور من ديوانيه الأول «أسمر كرغيف» والثاني «لسبب لا يعرفه»، جاء منها: «لمن سوف يضحك/ تحية إلى عمال النظافة/ قولون/ أفكار/ مدفأة/ دور/ زهرة/ وشوشة»، وقصيدة بعنوان «سحابة» قال فيها: «من زمن بعيد سأله المعلم عن جدّه فخيل إليه أن للحية البيضاء سحابة تمطر على الصغار وأن هناك من يعصر السحابة حتى تجف ولسوء الحظ لم يتمكن من عصرها كغيره من الأطفال ولا من النظرإليها وهي تتدلى بيضاء كالثلج لأن جدهّ مع كل أسف أخذ لحيته معه إلى القبر». انتهت الأمسية بقراءة نقدية من الشاعر والكاتب مسفر الغامدي، قال فيها: الشاعر الصديق عبدالرحمن الشهري في ديوانه الأنيق واللافت يأتي من جهة ليست ككل الجهات بلغة أهل الفن يقال إن كوميديا الموقف هي الأبقى في مقابل تلك التي تعتمد على الحبكة وتكاد تهمين على مشهدنا الدرامي المحلي وهي الكوميديا التي تعتمد الصراخ والكركترات المشوهة والمبتذلة تلك هي كوميديا السطح لا كوميديا العمق وهذه المجموعة تأتي من العمق لا من السطح من الحالة التي تعادل الموقف في الكوميديا لا من جسد القصيدة الذي يمثل اللغة والوزن والقافية والصورة التقليدية هنا لا ضجيج للتاريخ ولا لذلك الصوت المزعج جراء احتكاك الازميل بصخور الكلمات. تخللت الأمسية خمس وصلات غنائية تمثلت في أغنيات: «قديمك نديمك» للفنان الراحل فوزي محسون، و»ظبي الجنوب» لمحمد عبده، و»في سلم الطائرة» للراحل طلال مداح، وأغنيتين للراحل محمد علي سندي الأولى «ماس ورد الخد» والثانية «لا وعينيك»، وقد قام بعزف هذه الوصلات الموسيقية كل من: عازف الناي سعيد باقار، وعازف العود حسن حمدان، وعازف الكمان الفنان أحمد فلمبان وقد صفق الجمهور كثيرًا على أدائهم ومصاحبتهم الموسيقية للشاعر أثناء إلقاء قصائده. وقد شهدت الأمسية العديد من المداخلات، فقال الشاعر والإعلامي عبده قزان «إن قصيدة عبدالرحمن الشهري يعرفها الجميع حتى لو لم يكتب اسمه عليها وهذا دليل على تفرده في كتابة الشعر». كما كانت هناك مداخلات لكل من: عيد الخميسي، وخالد قماش، ومحمد العربي، والإعلامي خالد المحاميد، وعبدالخالق الغامدي، والمخرج زكريا محمد.