ماإن يقترب الابن أو البنت من سن الخامسة عشرة – وأحياناً قبل ذلك - إلا وتعلن حالة الطوارىء في المنزل ، فهناك أشخاص نستطيع أن نقول أنهم يمرون بمرحلة تغيير واضحة في منزلك ألا وهي مرحلة ( المراهقة ) ومع ذلك فأنت لاتملك خلال هذا التغيير إلا أن تراقبهم وتبذل ماتستطيع من جهد لتوجيههم بكل حكمة ورفق ويصف الباحث أريك إريكسون فترة المراهقة بأنها ( الأزمة الأشد إضطرابا وهيجاناً ضمن العديد من أزمات الهوية التي يمر بها الإنسان في حياته) . والحقيقة أن هذه الفترة العمرية للأبناء تحتاج من الوالدين جهداً مضاعفاً في متابعة أبنائهم والاستماع لهم ونصحهم وإرشادهم ، فعقولهم في تلك المرحلة تميل إلى المزاجية والإندفاع ولكن الدراسات تؤكد أن مع جميع تلك السلوكيات للمراهقين من الابناء والبنات إلا أن المراهقين يقدرون المكافآت والحوافز أكثر من العقوبات ، فهم في أحيان كثيرة يميلون للاستعراض سواءً بمهاراتهم أو بأحاديثهم التي قد يكون بعضها غير حقيقي أو غيرها من المواهب التي يحرصون على إبرازها ومع ذلك فدور الآباء هنا هو تسخير تلك المواهب لتكون في إطار واضح عملي يساعدهم في مستقبلهم . والتعامل مع المراهقين يجب أن لايكون بالقسوة والتسلط وإجبار الأبناء على فعل بعض الأشياء فهم في مرحلة يميلون فيها إلى العناد وتبني الرأي المخالف ، بل يجب علينا أن نتريث في توضيح ماهو مطلوب منهم وبأسلوب مناسب . في اعتقادي أنها مرحلة هامة للغاية تتشكل فيها شخصيات الأبناء ، فهم في مرحلة يسعون من خلالها إلى الحصول على قدر من الحرية التي تتوازى مع المرحلة التي يمرون فيها ، ومالم نكن قريبين منهم ، فقد ينجرفون خلالها إلى مسالك خطيرة قد لانتمكن بعدها من إنقاذهم منها لاسمح الله . إنها مسؤوليتنا كآباء وعلينا أن نبذل جهدنا وطاقتنا للمحافظة على الأبناء خصوصا في هذه المرحلة .