تعد المراهقة بين مرحلتين وهما الطفولة والشباب ، وهي مرحلة من أخطر مراحل العمر التي يمر بها المرء ضمن حياته الدنيوية ، وكثيراً ما يشوبها الاضطرابات والثورة والتمرد ، ويتأثر الآباء بهذه المرحلة العابرة الباقية ، ولكي يتم بناء شخصية المراهق بشكل سليم متجاوزة الاضطرابات والمشاكل ومرورها بسلام ، توجد بعض الأسس والمفاهيم التي ينبغي أن تُفهم حتى يستطيع الوالدان بل والأبناء من فهم احتياجاتهم النفسية والعقلية ، فالمرء خلال هذه المرحلة يمر بطفرة فسيولوجية في نموه تفوق كثيراً سرعة تطوره النفسي والعقلي والتي تكون بدرجات أقل من حيث النضج ، لذا يحاول أن يثبت هويته الخاصة في جميع الميادين ، وبأي أسلوب سواء أكان صحيحاً يتقبله المجتمع ، أو خاطئاً ومنافياً للسلوكيات المتعارف عليها ، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة الانتقال من الطفولة إلى النضج حيث يكون التغيير النفسي والجسدي ملحوظاً ، وتختلف هذه التغيرات من مراهق لآخر ، لذا ينبغي إعانة المراهقين على تعلم الكثير عن أجسامهم خلال هذه الفترة الأكثر حرجاً بالنسبة لهم ، فهي ليست مجرد نهاية للطفولة بقدر ما تعتبر طليعة لمرحلة نمو جديدة ، وبذلك تكون من أصعب المراحل التي تواجه الآباء والأمهات في محاولة السيطرة على الأبناء المراهقين ، وتؤكد القاعدة التربوية أن الطفولة السوية تؤدي إلى مراهقة سوية، والمراهقة السوية تمهد إلى رشد سوي؛ ويعتبر سن المراهقة مرحلة وسطى بين الطفولة والرشد تصاحبها تغيرات تظهر على المراهق من الناحية الجسدية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والعقلية ، التي قد يكتسب من خلالها بعض السلوكيات الخاطئة (السلبية ، التدخين ، الاعتماد على الغير ...) ويمكن التغلب عليها من خلال اتباع أسلوب الثواب والعقاب وهنا يلعب الوالدان دوراً مهماً في توعيتهم بالمخاطر والأضرار الصحية الناتجة عنها ، وغرس القيم الدينية والأخلاقية لديهم ، والتي من أهمها تقوية الوازع الديني ، وزرع الثقة بداخلهم من خلال توطيد العلاقة فيما بينهم ، وقضاء فترات إيجابية أطول معهم ، وإشراكهم في اتخاذ بعض القرارات الأسرية ، واحتوائهم بالحب الحقيقي ، ومن ثم غرس قيمة الدقة من خلال تعويدهم على اتباع الأسلوب العلمي لحل المشكلات ، ومساعدتهم على وضع البدائل لكل مشكلة ، ولا يكون ذلك إلا من خلال الحوار المتبادل بينهم ، فالمطلوب من الأهل أن يحسنوا إدراك هذه المرحلة التي يمر بها أولادهم وحسن إدراكهم سيقودهم لاتباع أفضل أسلوب للتعامل معهم . همسه : إذا كبر ابنك خاويه . ومن أصدق من الله قيلاً (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)