في واقعة نادرة وغريبة وربما تعد المرة الأولى من نوعها، أقدم مواطن على تطليق زوجته على الهواء مباشرة بناء على فتوى من أحد الدعاة، وذلك أثناء قيام الزوج بإجراء اتصال هاتفي بالداعية خلال برنامج "خفايا زوجية" الذي يذاع على بانوراما fm. ودافع الداعية عن فتواه حيث قال في تصريحات لاحقة لفتواه، بأن ما عرضه عليه الزوج خلال البث الهوائي كان كافيًا لأن ينصحه بطلاقها، مؤكدًا على أنه مقتنع بنصيحته ولا يرى فيها إفسادا للبيوت. وتتعلق الواقعة بأن الزوجة تسافر بدون رضا الزوج من جدة للرياض، لمتابعة بعض أعمالها الخاصة في مجال الكوافيرات وصالونات التجميل، وإنه رجل مقتدر ماديًا، ولا يريد أن تعمل زوجته، وأنه يعاني من المشاكل معها بهذا الخصوص منذ عشر سنوات وصبر عليها ولكن الأمر تطور لأن تطلب السفر وحدها دون رضاه ولهذا خيرها بين أن تجلس في بيتها وترعى بناتها أو أن تعمل وفوجيء بها تخبره برسالة جوال أنها في المطار بغرض السفر. "الرسالة" حاولت استطلاع آراء مستشارين في المجال الأسرى ،وعلماء في الشريعة حول " الطلاق عبر الأثير "،وهل يجوز لمستشار أسرى أو داعية، أن يفتى بالطلاق بين زوجين بعد سماع طرف واحد فقط، وما هي تداعيات هذه الحالة لو تحولت إلى "موضة "أو ظاهرة مستقبلاً، وكيف يمكن توجيه الاستشارات نحو إصلاح ذات البين والحفاظ على الاستقرار الأسرى، ونحصن البيوت من أبغض الحلال ؟. وفى تعليقها على الواقعة استنكرت الناشطة الاجتماعية مي الشريف بشدة تلك النصيحة من المستشار الأسرى، وقالت: كيف ينصحه بالطلاق وهدم استقرار أسرة وهو لم يسمع إلا لطرف واحد؟!.. ودعت إلى جعل مهمة المستشار الأسرى الإصلاح والتوجيه وليس التحريض على الطلاق، وإيجاد ضحايا داخل الأسرة. أما المستشار والطبيب النفسي د. يوسف صمعان أكد أن الداعية بهذا الرد والمشورة، لم يمكن موفقًا من وجهة نظره، وأضاف: "في تركيبتنا الأسرية هناك نظريات مستوردة من بيئة يتساوى فيها الرجل والمرأة من حيث القوة وعلينا العودة للالتزام بالحقوق والواجبات الأسرية بين طرفي العلاقة الزوجية وفق قيم المجتمع وثوابته، وهى قيم تحفظ للطرفين حقوقهما، وتضمن الاستقرار الأسرى". مقومات مطلوبة وعرج الكاتب والإعلامى سالم الشيباني إلى جانب خطير ومهم يتعلق بمقومات ومؤهلات المستشار الأسرى بشكل عام، وقال: "أن تطلق لحيتك، وتنعم صوتك وتجمل أسلوبك لا يعني أن تكون مستشارًا أسريًا ناجحًا.. الاستشارات الأسرية تحتاج متخصص عن علم جاد ودراية و ليس كل من يمتلك الجوانب الشكلية لديه القدرة على القيام بهذه المهمة". أما الكاتبة بيان الجهني فتتطرق إلى ما أسمته "الاستشارات المعلبة"، وترى أن أخطارها عديدة، وأضافت:"الاعتماد على المزاج بدون أي حكمة في فهم المواقف مشكلة كبيرة"، فيما انتقد الناشط الحقوقي طراد الأسمري، حالات الطلاق على الهواء مباشرة، في حين طرح الكاتب السعودي هاني الظاهري سؤالاً مهمًا حول إتاحة الفرصة للبعض للتدخل في الشؤون الأسرية، وقال:"هم كما وصفهم القرآن الكريم بأنهم يفرقون بين المرء وزوجه؟!". انفعال عاطفي في حين رأى المستشار الأسري د. خالد السبيت أن في بعض أشكال المشورة انفعال عاطفي، وربما لا يفكر البعض في الآثار السلبية للطلاق على الأسرة، موضحًا أهمية أن يقوم كلا الطرفين في الحياة الزوجية بدوره بما يضمن الاستقرار والابتعاد قدر الإمكان، عما يؤدى للطلاق. أما الناشط الاجتماعي إبراهيم الجهني فقال يجب تأهيل المستشارين الأسريين قبل الخوض في مسائل حساسة تتعلق بالاستقرار الاجتماعي، في حين ذكرت الكاتبة والروائية بدرية عبدالرحمن بحديث: "قال صلى الله عليه وسلم "لعن الله من خبب امرأةً على زوجها، ولعن الله من خبب زوجًا على زوجته".