لم يعد خافيًا ما يبذله أعداء الإسلام من جهود مضنية لإسقاط المرأة المسلمة في براثن غوايتهم وفسادهم، والانتصار لرغباتهم وأمانيهم، ولكن هيهات (فالثريا) أبعد ما تكون عن الثرى، فقد أدرك أعداء المسلمين وخاصة اعداء بلد الحرمين هذا جيّدًا، لأنها قبلة المسلمين، وأهم معلم على وجه الأرض إلى يوم القيامة لأمة التوحيد، فهي مهبط الرسالة المحمدية، إذ من هنا بزغ نور الإسلام فأضاء الكون بهديه ورحمته. قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. وأسرة الرسول من أمه وأبيه وجذورهم ومن شخصه عليه الصلاة والسلام وزوجاته وصحبه من أشرف الأسر على الأرض قاطبة وأطهرها نسبًا وشرفًا ومنعة، أسيادًا على القوم ليس بالمال بل بالدين والشرف والفكر والمنعة، وما ابنة هذه الأرض الطاهرة المباركة إلا رمز من رموزها وخير خلف لأمهات المؤمنين، فإدراك أعداء الاسلام بأن حشمة المرأة صفة تميزها وتعد من أهم مصادر قوتها ومنعتها وسلامها واستقرارها، جعلهم يعملون ويعمدون على محاولة بث التساهل بقيم الإسلام ومبادئه، وجرف الأمة على الانفتاح والاختلاط والدعوة إليه، والحث في سفور على سفر المرأة للخارج ونزع حجابها.. والإغراء بالدخول في قضية وهمية للإيحاء بالتحرر المزعوم كمطالبتهم بتحرير المرأة.. لذلك يسعون جاهدين على إقحام المرأة المسلمة في تجربتهم لأنهم يعلمون من سابق ما حدث في مجتمعاتهم إن خروج المرأة يعني انحلال المجتمع وتهاوي أركانه.. وإن غفل البعض إلا أن الأحرار من أبناء المسلمين لم يغفلوا عن خفايا العمل المنظم والمدروس الذي يمارسه الأعداء، وحتى بعض المسلمين ممن تغرّبوا واقتبسوا، وممن تشبّعوا بالثقافة والسلوك والمسخ الغربي.. ذلك ما طبقوه كثقافة وتساهل في حياتهم! . ومن فضل الله تعالى ان المرأة السعودية تعيش عصرها الذهبي وهي الأكفأ لصد اي تيار اهوج ، وما الدور الحضاري الحاضر والمنتظر إلا من تحت يدها، ومن خلال فكرها النير وعقليتها الراجحة المتزنة الرزينة.. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..