أوضح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا قد تنامت باضطراد في الحقول السياسية والعلمية والثقافية والاقتصادية منذ بدايتها عام 1957م، وتطورت حتى بلغت ذروتها في هذا المرحلة من عمر البلدين. وقال بمناسبة افتتاح المنتدى السعودي النمساوي الذي تنظمه وزارتا الخارجية والثقافة الإعلام اليوم في العاصمة النمساوية فيينا بمناسبة مرور 55 عامًا على العلاقات بين المملكة والنمسا: إن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إذ تعتز بعمق هذه العلاقات لتؤكد على القواسم المشتركة بين بلدينا وأهمها الدعوة المستمرة لإحلال السلام العالمي والتفاهم والتحاور بين الشعوب والحضارات، وإن خادم الحرمين الشريفين ليعتز اعتزازا كبيرا بروح التفاهم بين البلدين الصديقين. ولفت معاليه الانتباه إلى أنه تأكيدًا لموقع البلدين في مساندة السلام العالمي والتفاهم بين الثقافات والحضارات تم اختيار فيينا لتكون مقرا لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وهو المركز الذي جاء تعبيرًا عن رغبة خادم الحرمين في عقد حوار عالمي يخدم تعزيز السلام والعيش المشترك وإعلاء القيم الإنسانية التي نادت بها الأديان، مفيدًا أن كل من يتابع السياسة النمساوية الخارجية المتوازنة والداعمة للقضايا العادلة مثل قضية فلسطين، يوقن أن هذه البلاد التي تحتضن عددًا مهمًا من مقرات المنظمات الدولية لجديرة بأن تكون محاورًا شريكًا لكل الخيرين الذين يهدفون إلى بناء السلام وخدمة البشرية. وأعرب وزير الثقافة والإعلام في ختام تصريحه عن سعادته بتمثيل المملكة في المنتدى السعودي النمساوي، متمنيًا أن تمتد أواصر المعرفة كما بناها البلدان والشعبان الصديقان على الحوار ومساندة السلام العالمي، وعلى المعرفة والفنون والآداب وتوطيد رسالة المحبين للسلام والأمن والتحاور. من جهته، بيّن سمو الأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية ورئيس اللجنة المنظمة للمنتدى السعودي النمساوي أن فكرة المنتدى برزت بمناسبة مرور 55 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والنمسا، مشيرًا إلى أن مدينة فيينا هي المقر الرئيسي للفكرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات وبالتالي سيكون مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في هذه المدينة وسيُفتتح في شهر نوفمبر المقبل. وأفاد أن هذا المنتدى هو خير بداية للتعريف بالمملكة من خلال الأنشطة المصاحبة. وأضاف أن وزارة الخارجية وبتوجيهات من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية حرصت على أن يضم الوفد المشارك نخبًا متنوعة من أعضاء مجلس الشورى والأكاديميين وفرقة الفنون الشعبية ومجموعة من فناني الرسم والتصوير الفوتوغرافي ومجموعة مختارة من الشباب السعودي، وقال: إن فعاليات المنتدى تشتمل على العديد من البرامج من أهمها حفل إطلاق الفعاليات الذي سيكون برعاية وزير الخارجية النمساوي ووزير الثقافة والإعلام ولقاء مشترك بين أعضاء مجلس الشورى ونظرائهم من البرلمانيين في النمسا ولقاء مجموعة الأكاديميين من الجامعات السعودية مع نظرائهم من الجامعات النمساوية وتنظيم حفل الفنون الشعبية الذي سيقام لعدة مرات في المساء بالإضافة إلى إقامة معرض السفير الذي يشتمل على لوحات تشكيلية وبعض الحرف اليدوية السعودية إلى جانب لقاء مجموعة الشباب السعودي مع نظرائهم من الشباب النمساويين لبحث عدد من الموضوعات أبرزها تفعيل الحوار بين أتباع الثقافات والديانات التي دعى لها خادم الحرمين الشريفين.بدوره عدّ سمو الأمير منصور بن خالد سفير خادم الحرمين لدى النمسا المنتدى السعودي النمساوي مناسبة مهمة جدًا لتكريس متانة العلاقات بين المملكة والنمسا، مفيدًا أن المنتدى يشمل ثلاث ورش عمل الأولى خاصة بالبرلمانيين وأعضاء مجلس الشورى وورشة العمل الثانية خاصة بالأكاديميين والمثقفين فيما تختص الورشة الثالثة بالحوار الشبابي من البلدين إضافة إلى معرض فني وفوتغرافي وعرض فلكلوري.من جانب آخر، زار وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة يرافقه الأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية أمس المعرض المصاحب لفعاليات المنتدى السعودي النمساوي الذي تنطلق أعماله اليوم في قصر الليختنشتاين بالعاصمة النمساوية فيينا.واطلع على آخر الاستعدادات في المعرض وشاهد ما يضمه من محتويات وأجنحة تشمل الصور الفوتوغرافية والرسومات التشكيلية لبعض الفنانين السعوديين وعرض بعض الحرف اليدوية السعودية بالإضافة إلى العديد من الصور التي تحكي مسيرة العلاقات التاريخية السياسية بين المملكة والنمسا.وقد بدأ المعرض أمس بفتح أبوابه للزائرين للتعرّف على ثقافة المملكة في مختلف المجالات وسيكون الافتتاح الرسمي للمعرض اليوم تزامنًا مع انطلاقة المنتدى السعودي النمساوي.