خيم الحزن مساء أمس الأول على حي الشاطئ بالدمام حيث سكن الملحن والفنان صالح الشهري رحمه الله الذي انتقل الى جوار ربه قبل أيام، حيث بدأ العزاء بالدمام في خيمة بجوار منزل الراحل بحضور عدد كبير من الفنانين والملحنين والشعراء من السعودية ومن بعض دول الخليج. «المدينة» قدمت واجب العزاء في الفنان صالح الشهري والتقت العديد من الفنانين والممثلين، وطالب عدد منهم بتكريم الشهري على ما قدمه من عطاءات فنية، إضافة إلى توثيق كل ألحانه لتكون مرجعًا لكل دارسي الموسيقى والمهتمين بها ليس فقط على مستوى المملكة بل على مستوى العالم العربي. فقال الفنان خالد سامي أن الوسط الفني على مستوى العالم العربي فقد ملحنًا ورجلًا كبيرًا بقدر صالح الشهري، وأضاف: أنا كنت من المقربين ومن أصدقاء صالح الشهري والله يرحمه كان أولا متفائلا إلى آخر درجة ويرجى له خير لأن هذا الرجل خيّر وفي أي مكان يتواجد به تكون يده كريمة طوال وقته يدفع ويتصدق والأهم أن علاقته بربه متواصلة فلا يقطع فرضا حتى قبل المرض وأيضًا علاقته بوالدته والاخلاص الشديد لها لأنه لم يتزوج حتى يعتني بوالدته وكان شديد الخضوع لها وأكرم إخواته وازواجهن وهو اليد السخية لكل أقاربه، فيرجى له خير، وباختصار فإن خسارتنا كبيرة في الراحل صالح الشهري. وقال الشاعر مزهر الشهري: رحيل الملحن الكبير صالح الشهري يعتبر خسارة كبيرة فالوسط الفني فقد قامة كبيرة وقد كان فعلًا أبو الفنانين الشباب والداعم الأبرز والمشجع لكل المواهب الموسيقية الحقيقية في المملكة. وقال زميله في مجال الموسيقى والتلحين وجاره في الحي الذي يسكن فيه الملحن الفنان صلاح الهملان: تعرّفت على الفنان الراحل صالح الشهري من أيام نشاطنا الموسيقي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام وفيما بعد توثقت الصلة عندما انخرطنا في التلحين الغنائي، أضف إلى ذلك عندما جاء صالح الشهري للسكن في جواري بالحي الذي أسكن فيه (حي الشاطئ)، حيث ساهم القرب المكاني أيضًا في زيادة لقاءاتنا وتواصلنا الدائم، الذي بدأ في الأساس منذ أكثر من عشرين عامًا. ويؤكد الهملان أن صالح الشهري كان محبوبًا من قبل الجميع وكان رحمه الله في تاريخ السابع والعشرين من رمضان في كل عام يقيم مأدبة سحور يلتقي ويجتمع فيها الأصدقاء والأحباب في بيته بالدمام، إلى أن بدأت حالته في التعب. أما عن رأيه الفني فيؤكد الهملان أن الشهري يعد بلا شك رمزًا من رموز الأغنية السعودية، حيث ساهم بشكل كبير في نشر الأغنية السعودية. وتحدث الفنان سمير الناصر قائلا: الشهري صديق عزيز عشت معه أجمل أيامي وكان أول لقاء لي معه في مدينة الدمام وهو يستعد للسفر لمدينة بيروت، وقد كان رجلا مؤمنا رحمة الله عليه، جميع من في الوسط تفاجأ بمرضه وفوجئنا برحيله والحقيقة أن الوسط الفني حزين بفقدان الشهري لأن هذا الرجل محبوب عند الجميع.. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقال الشاعر علي عسيري: أولًا رحم الله صالح الشهري فهو صديق وأخ كبير ومعلم قدم لنا في المنطقة الشرقية وفي الممملكة كل شي مهم جدًا وقد أسهم في تقديم معظم النجوم الذين نشاهدهم الآن. كما تحدث الفنان محمد الزيلعي عن وفاة الشهري قائلا: رحمه الله كان أخًا كبيرًا ومعلمًا استفاد منه الجميع من الفنانين والشعراء وقدم الكثير لجيل كبير من الفنانين بالألحان الجميلة، وكنت سأجتمع معه لقرار عمل غنائي يجمعني معه ولكن مرضه حال دون ذلك، ولا شك أن الكلمات تعجز عن وصف هذا الملحن، فهو كما لقبّه المتخصصون منجم الألحان السعودية، وبالفعل رحيله خسارة كبيرة فقدها الوسط الفني رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. الفنان عادل المالكي قال: لقد اختل توازن الفن في السعودية والخليج والعالم العربي بفقدان الملحن الكبير الفنان صالح الشهري الذي يُعتبر ركيزة كبيرة للفن وقدَّم الكثير والكثير لجميع الفنانين والشعراء في الساحة الفنية وله فضل بعد الله في تطوير المسيرة الفنية في السعودية لدى الكثير من الفنانيين، وأنا من هنا أطالب بتكريم الراحل صالح الشهري خلال الأيام المقبلة وذلك بجمع ألحانه وجميع أعماله وتقديمها لمعاهد الموسيقى لتدريسها لأنها تستحق ذلك كما أطالب القناة الثقافية بتخصيص حلقة عن الراحل.