تشهد الساحة السياسية الجزائرية حالياً حرباً متصاعدة بين فتاوى علماء الدين الإسلامي الداعين للمشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية المقررة يوم الخميس المقبل، والداعين لمقاطعتها. ودعا الشيخ أبو بكر جابر الجزائري الجزائريين للمشاركة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى يوم 10 مايو الحالي، والتي وصفها بالموعد الهام وتفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر، وأن يكون ربيعهم الجزائر فقط، وأن يحذروا ممن يسعون لخلق الفتنة. وحث الداعية والعلامة الجزائري، في بيان له نشره الموقع الالكتروني لصحيفة «الشروق» الجزائرية مساء أمس، الشعب الجزائري على المساهمة في صنع مستقبل زاهر وتفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر. وأوصى الداعية أبو بكر، الشعب الجزائرى الذي وصفه بالمسلم الأبي المجاهد بالالتزام بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاه للتآخي والتعاون ورص الصفوف، كما تعود على ذلك دائما، وقال في ختام بيانه: «وصيتي إليكم أن تتحلوا بالصبر وأن توحدوا كلمتكم حتى يقوى عضدكم». وفي المقابل دعت الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر إلى مقاطعة الانتخابات القادمة. وقال بيان صادر عن كل من الشيخين عباسى مدني زعيم الجبهة وعلي بلحاج نائبه قالا «تتعالى هذه الأيام أصوات رموز النظام السياسي تطالب الشعب الجزائري بضرورة المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة سالكة في سبيل ذلك أسلوب التخويف والوعيد والترهيب والتهديد تارة بفزاعة التدخل الخارجي وتارة بفزاعة العشرية السوداء»، في إشارة إلى الحرب الأهلية التي اندلعت فى أعقاب إلغاء الانتخابات التشريعية في عام 1992 وأودت بحياة ما يقرب من مائتى ألف شخص. واعتبر البيان أن» شرعية النظام السياسي الجزائري «ما زالت مطروحة منذ الانقلاب على الحكومة المؤقتة في عام 1962 بقوة السلاح والانقلاب على» اختيار الشعب الجزائري الأبي فى 1992». وندد البيان بما أسماه « لجوء النظام إلى أسلوب تهديد الشعب الجزائري بخطب جلل للمشاركة في الانتخابات، كما انتقد الشيخان عباسي مدني وعلي بلحاج الإصلاحات السياسية للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، معتبرين أنها «ارتجالية إقصائية» أملاها الحراك الثوري في البلاد العربية، فهي عملية استباقية لكسب الوقت وليست وليدة قناعة سياسية حقيقية».