استطاعت مراكز «هايبر» كل شيء «محدد الأسعار» من جذب المستهلكين بشكل ملحوظ، عمل على سحب البساط من الأسواق التجارية التي تخصص محلات تجارية لكل نشاط مستقل، وانتشرت في جدة محلات واسعة وشاسعة المساحات تجمع تحت سقفها كل ما تحتاجه الاسرة بداية من أدوات النظافة وحتى الملابس والكماليات، وبأسعار في متناول الجميع، ومعتدلة -حسبما أكد متسوّقو ومرتادو تلك الهيابر التي تحاول تنويع منتجاتها لجذب أكبر شريحة من المتسوقين. ورغم غياب الإحصائيات الدقيقة عن عدد هذه المجمعات، وعدد مرتاديها، لكنها أصبحت في الآونة الأخيرة الخيار المفضل للكثير من العوائل وشرائح المجتمع بمختلف طبقاتهم، بعد أن فطن التجار إلى هذه المشروعات، وسارعوا بالتعاقد لشغل احد المحلات أو الظفر بزاوية من أروقتها لعرض خدمة معينة أو سلعة ما خاصة أن الكثافة كبيرة ونسبة الزوار مشجعة. أوضح علي الغامدي»معلم» انه يفضل الذهاب للمجمعات التي تضم العديد من البضائع المتنوعة وبأسعار مناسبة تحت سقف واحد، مشيرًا إلى انه يجد نفسه لاشعوريًّا ذاهبًا لتلك المحلات التي تحمل مسميات تدل على اعتدال أسعارها. ولكن ما يخشاه الغامدي دائمًا من هذه المجمعات أن تكون البضائع ذات صناعة غير جيدة ومقلدة؛ لذلك يحرص على اقتناء ما هو جيد، والابتعاد عمّا هو مقلد، مشيرًا إلى أن هذه المراكز تتميّز عن غيرها بوجود الأسعار على السلعة، وهذا يعطي المتسوق فرصه لاختيار ما يتناسب مع قدرته المادية. أمّا المواطن سالم الجهني، فإنه يؤكد أنه يفضل الذهاب للمجمعات الكبيرة؛ لما توفره من مستلزمات متكاملة تخص الأسرة، والشباب، والأطفال في وقت واحد، وبأسعار مناسبة. ويؤكد الجهني أن هذه المجمعات مثل أي سوق تضم المنتجات الجيدة، والمنتجات الرديئة، أو المتوسطة لذلك فهو يبحث عن المحلات التي تحمل مسميات معروفة، بالإضافة إلى أنه يميل الى محلات التوفير مثل يابلاش، وكل شي موجود، وعالم التوفير. المحلات المتخصصة من جهته يقول عبدالعزيز السيد «مستهلك» انه يرفض الشراء من المجمعات التي تضم الكثير من الملابس والأدوات الأخرى، مفضلاً الشراء من المحلات المتخصصة في بيع البضائع، وذات الماركة الجيدة، وأضاف إن تكدس البضائع في المجمعات التجارية واختلاط الملابس بمستلزمات المنزل، وأدوات التنظيف والألعاب، تجعل هناك صعوبة في التفريق بين المنتج الأصلي والمقلد. ولكن الأماكن المتخصصة تظل هي الأفضل رغم فارق الأسعار الكبير. السعر المقبول ويقول عبد الله المبارك «مستثمر محال في احد المجمعات»: إن المستهلك أصبح يهتم بمثل هذه المراكز لسعرها المقبول، وفي نفس الوقت تغنيه عن التجول في أكثر من محل، حيث إن جميع ما يحتاجه يجده تحت سقف واحد. مضيفًا: إن فارق الأسعار بين المنتجات عزّز من وفرة هذه المراكز التي يرتادها الكثير من شرائح المجتمع بمختلف طبقاتهم. وأضاف: إن ممّا زاد الإقبال على هذه المراكز هو ما توفره من مستلزمات للرجال والنساء، بالإضافة للأطفال، وبأسعار تتناسب مع جميع الناس. من جانبه أوضح الدكتور سعود «متخصص في علم النفس: أن المحلات التجارية التي تحمل عبارات ومسميات تدل على انخفاض سعرها، تكون جاذبة للمستهلك بشكل كبير، وبدون شعور يجد الشخص نفسه أمام أحد المحلات التي تضع لوحات لوجود عروض وتخفيضات. وأشار ان المرأة أكثر من يتأثر بالعروض والتخفيضات وذلك لتعاطف المرأة ورغبتها الشديدة في حب الاقتناء والتملك، وهي حالة طبيعية بين جميع الجنسين، ولكن المرأة تعد الأكثر ميلا من الرجال باتجاه محلات التخفيضات والعروض الموسمية.