نعلم ويعلم العالم بأسره أن المنطقة العربية أضحت على صفيح ساخن جراء الأحداث الأخيرة التي عصفت بها، وتلك أحداث ما فتئت رحاها تدور منتجة قلاقل وقتلا وهدما وعدم استقرار. لكن في ظل تلك العاصفة الهوجاء التي اقتلعت أنظمة من جذورها، وخلفت وراءها تيارات متصارعة تتنازع البلاد والعباد لأمر لم تتحدد ملامحه بعد، ثمة دول تقف عند حدودها كل أسباب الفتن مصطدمة بحائط منيع لا تخترقه قيد أنملة، إنها دول مجلس التعاون الخليجي التي اختارت منذ نشأتها الأولى سبل التقدم والرقي،وعملت بكل ما أوتيت من قوة لأجل صالح الأوطان والشعوب؛ لهذا هي اليوم تحتل مكانة مرموقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعلمية والأمنية والاجتماعية وغيرها؛ وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل قادة حكماء نذروا وقتهم وجهدهم لخدمة أوطانهم، ولم يرتضوا لأنفسهم ولشعوبهم إلا القمة، وكأن لسان حالهم يقول: «إذا غامرت في شرف مروم*** فلا تقنع بما دون النجوم». واليوم نرى أن أنظار العالم تتجه صوب الخليج، فنجد دولاً تقف منبهرة متعجبة لما تتمتع به أنظمة الخليج من صلابة في مواجهة المتغيرات، ووقوفها هي وشعوبها صفاً واحداً تحقيقاً للمصلحة العامة ودحراً لأي متربص ناقم، بينما دول أخرى تأتي طالبة العون والتدخل إيماناً منها بثقل هذه الدول السياسي ودورها في حل الكثير من القضايا، لكن على الجانب الآخر هناك قوى لم يرق لها الوضع والمكانة التي تتبوأها دول المجلس، فجعلت تناور وتمكر وتكيد في محاولة يائسة منها لزعزعة أمن واستقرار الخليج، ولا شك أن إيران ومن خلال مواقفها وتصريحاتها وتصرفاتها تُثبت أنها في مقدمة الدول التي تستهدف السلم والأمن اللذين تنعم بهما دول مجلس التعاون، وهنا-نحن- نعلم أن ما يقوم به النظام الإيراني هو بمثابة انتحار سياسي بعد أن ضاق ذرعاً بمشاكله الداخلية وخلافاته الدولية، لذلك ستظل دول المجلس منارة للحضارة والتقدم، وموطنا للسلام والوئام رغم حقد الحاقدين ونعيق الناعقين. م/ عايض الميلبي-ينبع