في قمة عرب نت الرقميّة 2012 ببيروت كان الحضور السعودي كاسحا بامتياز ، فقد حصدت المملكة رقما قياسيّا في هذه القمة، حيث أظهرت الإحصائيات أن 7% من المحتوى العربي على الشبكة العالمية للمعلومات يأتي من المملكة، وأن التطبيقات الإلكترونية في المملكة تتقدم بشكل مثير للدهشة. في إطار هذا التفوق لبلادنا التي يمثل الشباب فيها ما نسبته 60% يصبح التعليم الرقمي خيارا استراتيجيا لهؤلاء الشباب الذين أصبحت الثقافة الرقمية أولويتهم وعصب تفكيرهم. ولذلك فإن من أول أولويات وزارة التربية والتعليم بشراكة فاعلة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن يتحول التعليم العام لدينا في أسرع وقت ممكن إلى تعليم رقمي، وأن تتحول مناهجنا التعليمية إلى مناهج إلكترونية كما هو موجود في كثير من دول العالم. و هو ما أدركه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان فرصدت حكومته مبلغ 7 مليارات دولار لمشروع الفاتح الذي يهدف إلى إيجاد تعليم رقمي في تركيا، وقامت بتوزيع حواسيب لوحية ipad على مليون معلم، و15 مليون طالب، وسبورات ذكية في 260000 قاعة دراسية في 81 ولاية تركية خلال فترة زمنية لا تتجاوز 4 سنوات. إن منظر أطفالنا وهم يذهبون إلى المدارس حاملين أكداسا من الكتب يذكرني بفرق الكوماندوز الأمريكية، وقد سببت لهم هذه الأحمال الثقيلة مشكلات صحية، ونفسية، فأصبحت سببا من أسباب كراهية المدرسة؛ لأنها تقدم المعرفة بأسلوب تقليدي يفتقد للإثارة والدهشة التي يجدها الطفل اليوم في عالم الصورة الرقمية، فالمقرر الرقمي يمكن أن يقدم المعلومة والمتعة في آن واحد من خلال التطبيقات الإلكترونية وأفلام الفيديو التفاعلية والصور والرسومات البيانية والخرائط. وسينشأ جيل من الطلبة يقود الحكومة الإلكترونية التي نسعى لتحقيقها بجدارة، وسيتمكن طالب المستقبل من التعلم عن بعد، والوصول إلى المعلومة في كل مكان، وبهذا يتخطى مفاهيم التعليم البنكي الذي يقدم المعلم على انه المصدر الوحيد للمعرفة، ويتيح للطالب التعلم الذاتي والتواصل مع الزملاء وأعضاء هيئة التدريس وتقديم الواجبات المنزلية بأيسر الطرق، وينشغل بالمعرفة بدلا من الانشغال بالتوافه في الغرف المغلقة. لقد داهمتنا العولمة في عقر دارنا، ولا بد لنا أن نوجد جيلا من الطلبة قادرا على المشاركة فيها وملء فراغها بما تمليه قيمنا وثقافتنا الإسلامية التي جاءت لتملأ الأرض عدلا ومحبة. فهل نسمع عن مشروع مثل مشروع الفاتح في بلادنا، وأبناؤنا _ بشهادة أساتذتهم من كل بقاع العالم العربي لديهم هذا النبوغ الرقمي الخلاق، وبلادنا لديها من الإمكانيات الهائلة ما يجعل الاستثمار في هؤلاء الأبناء نبعنا الذي لا ينضب. أمل أرفعه إلى وزارة التربية والتعليم عله يجد قبولا، في زمن لا مكان فيه لأنصاف الحلول، وأنصاف المواقف فنحن ننجز 7% من المحتوى الرقمي العربي، ونرغب أن نكون الخزان الإستراتيجي للوعي الرقمي العربي بعون الله في القريب العاجل . [email protected]