•بعد أن انقطعت حبال الأمل بالزواج من الفتاة التي عشقها بجنون كتب لها رسالته وما أن انتهى حتى أخرج سلاحه ووضعه على رأسه مغمضاً عينيه فلم يسمع بعدها غير صوت الرصاص مخترقاً رأسه لتخرج الدماء مهرولة في فزع بعد أن كانت آمنة....لقد انتحر !! كم أكره تلك الأعمال التي تقدم الانتحار كحل أخير يتخذه البطل تحريراً له من قيود اليأس وألم الفقدان في حين أنها سخرت منه ونالت ما تريد ! أما الأدهى فهو أن يتعاطف المتابع مع البطل مقتنعاً بأنها النتيجة الحتمية!. •أسوأ الثقافات تلك التي تقدم الانتحار على أنه رمز شجاعة ووسام شرف.. أين هي الشجاعة في الخوف من مواجهة المصير ؟! •شهرة..أموال..إنجازات..جوائز.ومن ثم ...انتحار !! حقيقة قد أٌعجب بالبداية لكن..استنكر النهاية ! كيف للإنسان بعد بلوغ أهدافه أن يغلق حياته بطريقة انهزامية؟! إحدى المشاهير حين انتحرت تركت رسالة لها تقول : (الحياة لا تحتمل..سامحوني ) الرسالة تركت تساؤلات... هل ضمت التاء الأولى وفتحت الثانية؟ أم أن التاءين كانتا مفتوحتين ؟ وأدركت بعدها أن لا فرق طالما توسطهما السكون ...وأنهاهما ! •يشار للفقر والبطالة على أنهما المتهمان الرئيسيان أمام نزيف الانتحار في حين أن الفراغ الروحي المتهم الرئيسي في هذه الجريمة يستطيع إخفاء نفسه بدهاء ..منصف جداً ذاك الفراغ بين الغني والفقير !... •الرجل أكثر إقداماً على الانتحار والمرأة أكثر محاولة...هكذا تقول الإحصائية لكن ما لم تقله الإحصائية كيف كانت عاطفتها وإيمانها بالحياة أقوى من الرجل حتى حين تحاول قيود اليأس أن تجرها للموت بانهزام خاتمة: ..حين أفقد لا يعني أني سأنتحر...بل سأجبر الفقد أن ينتحر بداخلي .