في نهاية كل أسبوع أخرج بأسرتي في نزهة لأحد المجمعات التجارية أو المطاعم العائلية، وعند كل زيارة لأحد هذه المجمعات غالب ما يطلب أحد الأبناء شراء لعبة من الألعاب المعروضة، فاعتذر لهم بعدم وجود معي مبلغ كافي لشراءها، فيردد على مسامعي تلك العبارة والتي حفظتها عن ظهر غيب «طيب اسحب من الصراف «! وهذا حالنا نحن الأباء فقد أصبحنا عبارة عن مكائن صرف آلي! فما على الزوجة او الأبناء سوى الضغط على ازار طلباتهم لنقوم بتلبيتها مباشرة، فهي في نظرهم دائما مليئة ومستعدة لتحقيق أحلامهم ورغباتهم التي لا تنتهي. هنا يظهر أهمية وجود أدوار مهمة داخل الأسرة في إدارة الميزانية المالية ، فالخلل التي تعيشه أغلب الأسر أن العبئ يقع بكامله على عاتق الآب تحت شعار أنا المسؤول الأول والأخير. إن قوام أي مؤسسة ناجحة تكمن في وضوح الأدوار وتقاسم المهام ، فهناك المدير المالي والمحاسب وأمين الصندوق، فالأول للتخطيط والإشراف، والثاني للضبط، والثالث للتنفيذ. وكذلك هي الأدوار داخل الأسرة، فالأب هو المدير المالي وهو المسؤول عن التخطيط والتدبير، وتتولى الأم مثلا عملية ضبط الحسابات من احتياجات الأسرة وتسجيل المصروفات، ويقوم أحد الأبناء بإشراف الوالدين بتنفيذ العملية الشرائية، او يقوم الأب بعملية الشراء بمساعدة زوجته، فتكتمل الأدوار وتتضح الرؤية للجميع. فرب الأسرة هو مثل قبطان السفينة يقوم بتوجيه دفتها والاشراف على الطاقم، لكن عندما يقوم بكل شي من قيادة للسفينة وصيانة وتقديم الخدمة للركاب والنظافة و... إلخ، فلا محالة أن تغرق السفينة لعدم وجود شخص متفرغ لقيادتها. وكذلك حالنا مع الميزانية االمالية الخاصة بالأسرة فلا بد من وجود من يتفرغ لتطويرها وإدارتها وتوجيهها وليس تنفيذها، فيتولى التنفيذ من ضبط وتسجيل وصرف شخص آخر. عند توزيع الأدوار بين أفراد الأسرة في إدارة شؤنها المالية فوائد عديدة نذكر منها على سبيل المثال: ضبط الدور الحقيقي لرب الأسرة وهو التخطيط والتطوير المالي للأسرة وليس الانشغال بمتابعة المشتريات والمصروفات ونحوها. وإشعار الزوجة بالمسئولية المالية وإعطاها الدور التكاملي بينها وبين زوجها، أغلب الزوجات لا يعرفن رواتب أزواجهن ودخلهم بالتحديد لذلك هي تطلب دائما، فحدد لها المصروف ولا تفتح الباب على مصراعيه. وعند تحديد الميزانية لكل فرد في الأسرة - مع الحزم في عدم تعويضها قبل نهاية الشهر- نساعد في بناء المسئولية المالية للأبناء وللأسرة على المدى البعيد، ولعله أن يكون في ذلك مقال مستقل بإذن الله. ودمتم في ثراء. [email protected]