* كانت خطبة سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يوم الجمعة الماضي تمثل ذلك النهج الإسلامي الذي لا يعرف إلا اتباع الحق والجهر به وحمل الناس عليه بالأدلة والشواهد إضافة إلى أنه عمل وطني يتفق مع المقاصد العليا لسياسة الدولة في محاربة الإرهاب والتطرف والغلو، حيث أوضح سماحته أن الزمرة الضالة التي اختطفت القنصل السعودي في اليمن عبدالله الخالدي هم "منبوذون في كل المجتمعات فقد سفكوا الدماء واستحلوا الأموال وأنهم يعيشون في شقاء وبلاء"، وأضاف سماحته أن هذه الفئة هم من الحاقدين على الإسلام وأهله. * ومعلوم أن هذه الفئة المفسدة في الأرض تنتمي لما يعرف بتيار القاعدة، وهو تيار شوه صورة الإسلام وجني حتى على الجاليات المسلمة في الغرب كما حدث أخيراً في فرنسا، وهم ومن يشايعهم يتوهمون أنهم يمثلون الإسلام النقي والتوحيد الخالص وأن من سواهم أو من يخالفهم الرأي هم من أصحاب الفكر الضال والعقائد المنحرفة وهو فكر يستعيد في الأذهان ذلك الفكر الخارجي الذي عانت منه الأمة في عصورها الأولى وتبرأ من أفعالهم أولئك القوم الذين ينتمون لخير القرون وأصفاها، وإذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم- قد تبرؤوا من ذلك الفكر الضال والمنحرف، فإن علماء الأمة ودعاتها وخطباء المساجد وأرباب الفكر مطلوب منهم أن يوضحوا لعامة الناس وخاصتهم مساوئ هذا النهج وخطره على الأمة في مسيرتها وخصوصاً على النشء الجديد من أبناء أمة العروبة والإسلام. * إن تردد البعض ونكوص البعض الآخر في الماضي والحاضر في نقد هذا الفكر مرده إلى أن الأمور اختلطت عليهم فتوهموا أن هؤلاء القوم – القاعدة وأنصارها – هم من يبحثون عن الحق ويرغبون في تطبيقه إلا أن أفعالهم التي أدانها سماحة مفتي هذه البلاد التي تحتضن مقدسات الإسلام وشعائره – نعم إن تلك الأفعال هي من القبح والسوء والضلال والانحراف ما يجعلها أبعد ما تكون عن جوهر الإسلام بوسطيته واعتداله وسماحته وبعده عن تصنيف الناس ورميهم في عقائدهم واستحلال دمائهم وأعراضهم.