أوصى «إعلان الرياض» الذى صدر أمس في ختام أعمال المعرض والمؤتمر الدولى الثالث للتعليم العالي بمراجعة المناهج وأساليب التدريس وربط ترقية الأكاديميين بتقييم الطلاب. وشدد البيان على معايير الجودة العالمية في التعليم العالي مطالباً بتدريب هيئة التدريس على المهارات العلمية التدريسية لأن الدرجات العلمية التي يحملونها بنيت على أعمال بحثية ولم تبن على أساليب التربية الحديثة. ولفت إلى حرص العديد من المؤسسات الأكاديمية على إقامة مراكز تدريس وتعلم توفر تدريبا مناسبا لأعضاء هيئتها التدريسية الجدد. كما توفر مؤسسات أكاديمية أخرى وسائل مناسبة لمساعدة أعضاء هيئة التدريس القدامى، كما جعلت تعلم مهارات التدريس جزءا من برامج وأطروحات الدكتوراه. وأشار البيان إلى إهمية الاعتماد على تقويم الطلاب للمعلمين، وربط ترقية أعضاء هيئة التدريس بتحقيق درجة تقويم كافية من الطلاب بهدف تحفيز الأساتذة لتحسين طرق تفاعلهم مع الطلاب في المواد التي يدرسونها. وشدد على أن طبيعة التغيرات التي تطرأ على المجتمع بشكل متسارع، خاصة في سوق العمل، تستوجب مراجعة المناهج وعملية التدريس والتعلم لمعرفة درجة الفائدة التي تعود على الطلاب في مجال تطوير مهاراتهم، وقدرتهم على حل المشكلات ومواجهتها. وتضمن البيان التأكيد على أهمية التدريس والتعليم كأولوية استراتيجية وكوظيفة رئيسة لأغلب الجامعات؛ ونص على أن الأوساط الأكاديمية في الجامعات البحثية التي تضع البحث العلمي في مقدمة أولوياتها – تمنح عملية التدريس درجة عالية من الاهتمام، وقد بدأت الجامعات والكليات العالمية تنافسا في توظيف مواردها لتحقيق أعلى مستويات الجودة في العملية التدريسية لأنها حين تفشل في ذلك، تكون قد أخفقت في تحقيق إحدى مهامها الأساسية. واضاف ان التركيز على تدريس عالي الجودة يعد أمرا ذا أهمية بالغة لجميع دول العالم. ومن ثم فإن تقدير الجامعات ودعمها يتوقف عادة على تحديد الأدوار والمهام التي تقوم بها ضمن النظام العام للتعليم؛ مشيرا الى ان التميز يكمن في القدرة على تحديد رؤيتها ورسالتها ومهمتها بما يضمن لها المحافظة على مكانتها في عملية التدريس والتعلم. ورأى الإعلان أنه على الرغم من أن الأوساط الأكاديمية في العالم تدرك أهمية تقويم عملية التدريس وقياس ما يتعلمه الطالب في الفصول الدراسية والمختبرات إلا أن الوسائل والأساليب المستخدمة في قياس عملية التعليم وقياس عملية مخرجات التعليم لا تزال جديدة، مطالباً بزيادة الجهود المبذولة واستمراريتها في هذا المجال. واختتم المؤتمر فعالياته بعد نجاح تنظيمي اكتمل بحضور تفاعلي كبير من مختلف فئات المجتمع المهتمة بالشأن العلمي والأكاديمي. يذكر أن المناسبة التي استقطبت في هذا العام أكثر من 80 جامعة عالية الاعتماد والتصنيف، كانت متعددة في أنشطتها الرئيسية والمصاحبة حيث شملت إتاحة مساحة واسعة من الأجنحة التعريفية ومنصات اللقاء المباشر بالطلبة والأساتذة والمهتمين، كما تضمنت إقامة المؤتمر الدولي بندواته العلمية التي ناقشت قضايا استراتيجية في التعليم العالي.