نتيجة لهذه التحديات السابقة الذكر نطرح التساؤل التالي ما هي السيناريوهات المختلفة التي ستواجة الرئيس القادم والمرشح لجماعة الاخوان المسلمين في حال فوزه د. محمد كمال ما إن فجرت جماعة الإخوان المسلمين القنبلة الموقوتة وفقا للمحللين السياسيين حتى ظهرت التحليلات والتعليقات على رفض فكرة ترشيح خيرت الشاطر ممثلا عن جماعة الاخوان المسلمين «وحزب الحرية والعدالة» لانتخابات الرئاسة، وهناك من الكتاب من تناول تاريخ الجماعة ومنهم من كتب عن ولاية الفقيه وولاية المرشد مشبها اياها بايران، ومنهم من كتب بأن الترشح هي وقوع الجماعة في فخ قد يسبب لمصر مشكلات تشبه سناريو قطاع غزة بالحصار السياسي والاقتصادي، سنتناول في هذا المقال بالتحليل جوانب مستقبل مصر والسناريوهات التي ستعيشها مصر وما ستؤول اليه انتخابات الرئاسة في حالة فوز مرشح حزب الحرية والعدالة خيرت الشاطر، حيث نتناولها من جوانب المختلفة، التحديات الداخلية والخارجية والاقتصادية للدولة المصرية والسناريوهات التي ستعيشها مصر بعد الانتخابات. أولا التحديات الداخلية: تعتبر مصر من الدول المحورية والأساسية في منطقة الشرق الأوسط وبعد ثورة يناير ظهر هناك أحزاب سياسية تم تقسيمها الى قسمين لبراليين واسلامين، إضافة التقسيمات الطائفية والعرقية في داخل الدولة، إضافة الى التقسيمات الداخلية الاخرى والتركيبة السكانية الممتدة على طول وعرض الدولة، من بدو وفلاحيين وعمال الذين يشكلون 30-40% من سكان مصر، اضافة الى العدد الكبير لسكان الدولة الذي تجاوز 80 مليون نسمة، ان هذا التنوع السكاني يجعل من الصعوبة ارضائة بسهولة نتيجة التراكمات التي عاشتها مصر خلال 60 عاما الماضة. ثانيا: التحديات الخارجية: كما ذكرنا سابقا بأن مصر هي دولة محورية حيث تعتبر من اكبر الدول العربية ولها تأثير كبير في كل دول العالم بعلاقاتها واتفاقياتها الدولية ومنها اتفاقية السلام مع اسرائيل، وبحكم تشابك علاقاتها السياسية الدولية والاقليمية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الاوربي وروسيا والشرق الأوسط، والدول العربية قاطبة، ومدى تقبل كل هذه الدول التعاون مع الحكومة والرئيس الجديد خاصة ان اي اختلال بالتحالفات الاقليمية سيؤثر على المنطقة بشكل كبير مما يؤدي الى تعقيدات لا تحمد عقباها. ثالثا: التحديات الاقتصادية: رغم تنوع الموارد الدولة المصرية، واعتمادها على عدة مصادر منها قناة السويس، وقطاع السياحة، والصناعة والانتاج، والزراعة والنفط وغيرها، الا انها تعتبر قطاعات متهالكة وتحتاج الى اعادة هيكلة وترميم، حتى يتم زيادة اسهاماتها في الناتج المحلي، وبالتالي زيادة التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات الى الدولة يحتاج الى زيادة الثقة حتى يشعر المستثمرون المحليون والخارجيون بالامان، عند اتخاذهم قرار الاستثمار في مصر. نتيجة لهذه التحديات السابقة الذكر نطرح التساؤل التالي ما هي السيناريوهات المختلفة التي ستواجة الرئيس القادم والمرشح لجماعة الاخوان المسلمين في حال فوزه بالانتخابات الرئاسة المصرية وهل قادر على التعامل مع هذه التعقيدات الكبيرة والمتشابكة في خلق التوازن، نتعرض فيما يلي الى اهم تلك السيناروهات: السيناريو الاول: وهو عدم وجود خلافات حقيقية بين مختلف القوى السياسية المصرية باستثناء بعض الاختلافات البسيطة والادارية والتي يمكن التغلب عليها في حالة التنازلات وتقاسم السلطة بين مختلف القوى السياسية في الدولة وذلك بتغليب المصلحة العامة للدولة على المصلحة الفئوية الضيقة، في هذه الحالة نستطيع القول إن الدولة المصرية لن يتأثر اقتصادها سلبا باستثناء بداية حكم مرشح الإخوان ولفترة قصيرة جدا لا تتجاوز الأشهر، سرعان ما يتم التغلب عليه ويبدأ نمو الاقتصاد المصري بتنوع مواردة واستثماراته بسرعة كقوة اقتصادية اقليمية وبشكل كبير ويكون لها دور اقليمي ودولي كبير في المنطقة. السيناريو الثاني: وفي هذا السيناريو سيليه، اتفاق مبدئي بين مختلف القوى السياسية المصرية في البداية سرعان ما يتحول الى خلافات كبيرة، خاصة في حالة انضمام دول العالم في السياسة الداخلية المصرية ولجوء حزب الحرية والعدالة الى تحالفات دولية غير مرغوب بها من الدول العربية والعالمية مثل ايران ستعقد المشهد السياسي الاقليمي والعربي، وستصل في حدتها الى عدم الاستقرار السياسي نتيجة لتعدد الحكومات التي ستشكل خلال فترات قصيرة ومن المحتمل وصول حدة الصراع الى الدعوة الى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة من قبل المجلس العسكري الذي سيكون له دور المراقب على الحياة السياسية ضمن اتفاق له مع الأحزاب السياسية، وذلك لاعادة التوازن السياسي بين مختلف القوى الوطنية والسياسية من خلال فقدان حزب الحرية والعدالة للكثير من المؤيدين له نتيجة فشله في ادارة الدولة، وهنا تكون التكلفة الاقتصادية السلبية كبيرة على الاقتصاد المصري الذي لن يتغير فيه شيء بالنسبة لرجل الشارع حيث ستتأثر عجلة الانتاج اضافة الى تاثر قطاع السياحة وعدم دخول استثمارات جديدة للدولة. السيناريو الثالث: وهو تحول الخلاف بين جماعة الاخوان المسلمين من جهة والقوى السياسية والمجلس العسكري من جهة ثانية الى صراع كبير قد يؤدي الى قيام المجلس العسكري بالتدخل لاقصاء الجماعة بالقوة، وقد تعم الفوضى البلاد وسيكون هذا السيناريو مكلف سياسيا واقتصاديا وبشريا ودمويا بالنسبة للدولة المصرية ومن المحتمل ان يستنزف الكثير من مواردها وطاقاتها رغم محاولات الاحتواء بين الطرفين ومحاولات التهدئة والتوافق بين الاطراف الا ان عدم امكانية تقبل الطرفين للآخر في الحكم ستؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها، وسيؤثر هذا السيناريو على مختلف الجوانب الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية، وسيتأثر الاقتصاد المصري لفترة طويلة نتيجة توقف الحياة الاقتصادية في الدولة وسيكون مكلفا جدا نتيجة الخسائر التي ستتعرض لها الدولة. نخلص مما سبق الى ضرورة قيام مختلف القوى السياسية المصرية الى التكاتف والتلاحم وتغليب العقل في ضرورة التوصل الى مرشح توافقي خلال الفترة القادمة حتى لا تتحول أكبر واهم دولة في المنطقة الى غزة أخرى.