كشفت المعارض العقارية المتخصصة التي تقام بين فترة وأخرى عن دور المرأة في توجيه قرار شريك الحياة في امتلاك المنزل سواء كان فيلا او وحدة سكنية. ووصف خبراء ومواطنون ان المرأة هي العنصر «الخفي» ولكنه رئيس يعمل على تحريك سوق العقار، فيما يتعلق بعمليات شراء العقار او حتى الاراضي الفضاء بغرض البناء. وتباينت ردود الافعال حول تأثير العنصر النسائي في اتخاذ قرار شراء السكن للعائلة. ففي الوقت الذي يرى فيه بعض الرجال أن للمرأة الحق في اتخاذ قرار شراء العقار، يرى آخرون أن للمرأة أن تشاور ويسمع رأيها في القرار دون أن تكون مشورتها ورأيها ملزما لزوجها، وبين هذا الرأي وذاك حذر بعض المختصين الاجتماعيين من أن تهميش دور المرأة في شراء العقار قد يؤدي إلى خلافات أسرية بسبب انفراد طرف دون آخر في باتخاذ قرار شراء العقار الذي سيسكن فيه الجميع. و يرى فهد مكي «39 عاما.. موظف في القطاع الخاص» انه يجب أن تكون النظرة عند شراء العقار يجب أن تكون أمامية فالأولاد سيحتاجون إلى غرف خاصة بهم وبالتالي يجب أن أشرك زوجتي في كل صغيرة وكبيرة عند شراء العقار حيث يجب أن يؤخذ في الاعتبار المساحات المناسبة للغرف، إلى غير ذلك من التفاصيل الدقيقة التي لا يعرفها الرجال كثيرا. أما إيمان حسن « 23 عاما» فترى أن للمرأة ذوقها الخاص ونظرتها المختلفة عن شريكها الرجل لذلك يجب أن تتكامل تلك الرؤى والأفكار في إطار واحد مع تقديم كل طرف تنازلات في الرأي « وتضيف :أن تفاصيل العقار أحد الاعتبارات المهمة لدى المرأة عند الشراء فالمكان المناسب للمطبخ والحمامات والغرف وعدم تجاورهم محورا أساسيا لدى نظرة المرأة للسكن». أما عويض الجعيدي (52 عاما) فيكتفي بمشاورة زوجته في الشراء من باب الاستئناس برأيها فقط، وأضاف:» الرأي الأخير سيكون للرجل لأنه هو المسؤول عن الأسرة وسيتحمل كافة الأمور المترتبة على الشراء من توقيع والتزام بالأمور المالية ونحوه»، ولكن في تأثيث السكن الوضع سيختلف كثيرا، فأسرتك لها حرية الاختيار وسأقوم بدور الإدلاء بالرأي فقط». و فضل محمد مصطفى أمين (42 عاما) اصطحاب زوجته وأبنائه معه إلى المعارض المتخصصة ومشاورتهم في اتخاذ قرار الشراء وقال:» أنوي الاستثمار في مصر،وفي رأيي أن هذا الأمر ليس خاصا بي فلزوجتي وأبنائي الحق في المشاورة والاتفاق على المكان والسعر المناسب وهذا مهم جدا لأن السكن يخص العائلة كاملة بما فيها الزوجة والأبناء وذلك لتخطيط السكن والغرف المناسبة لنا كزوجين ولأبنائنا حيث سنسكن فيه جميعا» 70 % من السعوديات يدرن شؤون المنزل ماليًا من جهتها أوضحت د.هويدا الحاج الحسن وهي استشارية نفسية ومتخصصة في العلاقات الزوجية أن قرار مشاركة المرأة في اتخاذ قرار السكن تحكمه طبيعة العلاقة الزوجية داخل المنزل،فإذا كان الرجل يسأل زوجته ويناقشها في القضايا العائلية ويتيح لها المشاركة في اتخاذ القرارات الأسرية فمن الطبيعي حينئذ أن تشاركه أيضا اتخاذ قرار السكن،خاصة إذا كانت موظفة لأنها ستساهم في عملية الشراء ،أما بالنسبة لمشاركة المرأة مع زوجها في اتخاذ قرار شراء عقار للاستثمار وليس للسكن فهذه تحكمها طبيعة العلاقة الاجتماعية في المجتمع وتقبله لهذه الأفكار «. وزادت:» قبل فترة كنت في مؤتمر نفسي في البحرين وتطرق أحد المشاركين فيه إلى جزئية ذكر فيها أن البيوت الخليجية وبالأخص في المملكة أن 70% من النساء السعوديات يقمن بإدارة المنزل ماليا من خلال وظائفهن. ونصحت د. هويدا وهي طبيبة استشارية في العيادة النفسية بمستشفى الملك عبدالعزيز سابقا السيدات اللاتي يعانين من عدم مشاركة أزواجهن اتخاذ قرار الشراء بالتأثير على الزوج واختيار الأوقات المناسبة كاغتنام أوقات راحتهم والصفاء إلى الموضوع بطريقة غير مباشرة سواء بحيث يكون الرجل هو في الواجهة ولا تصطدم معه وتقوم بدور إدارة الحوار في الخفاء». ويرى خالد با حاذق الخبير الاجتماعي أن :» الحياة الزوجية عموما هي مشاركة وتكامل فلا يمكن للزوجين أن تستمر علاقتهما ما دامت القرارات تتخذ بشكل فردي». مشيرا إلى أنه «كثيرا ما ترده مشاكل عائلية سببها اختلاف الآراء بين الزوجين» وعن طرق التأثير على الأزواج بالمشاركة في اتخاذ القرار قال باحاذق:» على الزوجة التدرج في الأمر فالزوج يحتاج إلى تحفيز الجوانب الإيجابية لديه وتجاهل السلوكيات السلبية لديه». وحول مدى نفوذ العنصر النسائي في اتخاذ قرار الشراء قال :» من خلال المؤشرات يتبين أن الرجل هو الذي المسيطر غالبا على قرار شراء السكن وهذا يعود إلى ثقافة المجتمع ،حيث أن الرجل هو الذي يبحث عن السكن ويختار المكان المناسب خاصة فترة قبل الزواج، مع أن الأصل هو المشاورة لقوله تعالى :» وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله..» وأضاف:» على الأقل يجب أن يكون هناك تقدير للمرأة ولو بالاستشارة حتى لو لم نأخذ برأيها وأنا أرى أن المرأة في أمسّ الحاجة لأن تبدي رأيها في اتخاذ قرار الشراء «.