يعتبر سمو وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز شخصية سعودية قيادية معروفة لدى كافة قادة دول العالم وعلى رأسها الدول الكبرى نظرًا لحضوره البارز ومشاركته الفاعلة في جهود تنمية بلاده وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم لعدة عقود متتالية، وحيث حمل معه في زياراته للعديد من دول العالم شرقًا وغربًا خلال سنوات طويلة مبادئ وأسس السياسة السعودية التي تنشد الأمن والسلام والاستقرار لها ولمنطقتها وللعالم أجمع عبر رسالة الإسلام الخالدة التي تدعو إلى الوسطية والتسامح والاعتدال وتنبذ العنف والإرهاب والتطرف؛ لذا فإن زيارة سموه للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير دفاعه ليونيل بانيتا أمس الأول ليست بالأمر الجديد، باعتبارها حلقة أخرى في سلسلة اللقاءات التي تتم بين مسؤولي البلدين بين الحين والآخر في إطار الشراكة الوثيقة والدائمة بين البلدين: الولاياتالمتحدة الدولة العظمى الأولى في العالم والمملكة العربية السعودية قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، والدولة الأولى على مستوى العالم إنتاجًا وتصديرًا للنفط. ربما أن الجديد في الزيارة أنها الأولى التي تتم لسموه بعد تقلده لمنصب وزير الدفاع خلفًا لشقيقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، وأنها تشكل قوة دفع جديدة لعلاقات الصداقة بين الرياض وواشنطن التي شهدت تطورًا بارزًا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – منذ زيارته التاريخية للولايات المتحدة عام 2005 . لا شك أن لتوقيت الزيارة أهمية خاصة، نظرًا للظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، تحديدًا الأزمة السورية، وعدم استقرار الأوضاع حتى الآن في البلدان التي شهدت ما يعرف بربيع الثورات العربية، إلى جانب تعقيدات الملف النووي الإيراني، وتعثر عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الزيارة من هذا المنطلق من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات لاسيما في إطار العمل المشترك لخدمة قضايا الأمن والسلم والاستقرار وإبعاد شبح التوترات والنزاعات وأجواء الحرب التي بدأت تخيم على المنطقة.