تشكّل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لواشنطن، ولقاؤه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس حدثًا هامًّا على الصعيد الدولي. فهى تأتي في ظروف دقيقة تمر بها المنطقة، سواء بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أو بالنسبة لتطورات الملف النووي الإيراني، أو الحرب في أفغانستان، إلى جانب أن لقاء المليك بالرئيس أوباما يعتبر الثالث من نوعه خلال عام تقريبًا. فضلاً عن أن القمة المرتقبة سوف تجمع قطبين بارزين من الأقطاب الفاعلة في مجموعة العشرين بعد مشاركتهما في قمة تورنتو، وتوافقهما على رؤية الحلول المثلى لإنهاء الأزمة المالية العالمية. اعتبارات عديدة وراء أهمية القمة السعودية الأمريكية، يأتي في مقدمتها الثقل الدولي المتميّز الذي تشكله الدولتان، الولاياتالمتحدة باعتبارها الاقتصاد الأقوى في العالم والقوة العظمى الوحيدة في عالم ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والمملكة باعتبارها أرض الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، وأيضًا باعتبارها قوة أساسية في الشرق الأوسط، والدولة الأولى نفطيًا على مستوى العالم إنتاجًا وتصديرًا واحتياطًا. لاشك أن كلاً من الرياض وواشنطن تعوّلان كثيرًا على هذه الزيارة التاريخية لما هو متوقع منها من نتائج إيجابية على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والتوافق حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بقضية السلام في الشرق الأوسط التي تشهد تراجعًا واضحًا في ظل المواقف الإسرائيلية المتعنتة، وأمن الخليج. ما يدفع إلى الرهان على نجاح الزيارة وتحقيق الأهداف المؤملة منها أجواء العلاقات السعودية الأمريكية التي تعيش أزهى عهودها، بعد تأكيد الرئيس أوباما أكثر من مرة بأن الولاياتالمتحدة ليست في حالة حرب مع الإسلام، ووعده بدعم هدف إنشاء دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل.