سفارة أي بلد في العالم هي دون أدنى شك واجهة حضارية لهذا البلد وعنوانًا لمبادئه ورقيه ونهضته ، لا سيما عندما يحتل هذا البلد مكانة مرموقة في مجتمعه الدولي كما هو الحال بالنسبة لبلادنا التي شرفها الله عز وجل بأن جعلها قبلة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة ومهوى أفئدتهم ومحط آمالهم وأنظارهم ، وبخدمة الحرمين الشريفين ومقصد الحجاج والمعتمرين ومَنْ يشدون الرحال إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . الاحترام والتقدير الدولي الذي أضحت المملكة تتمتع به أصبح يزداد يومًا بعد يوم بعد تنامي دورها على صعيد خدمة قضايا أمتها العربية والإسلامية وقضايا الأمن والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة والمستويات ، إلى جانب تميزها على الخريطة الاقتصادية الدولية باعتبارها الدولة الأولى النفطية في العالم احتياطًا وانتاجًا وتصديرًا ، وتنامي هذه الأهمية لا سيما بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية ولمجموعة العشرين . مثل هذا البلد الذي أصبح أبناؤه ينتشرون في دول العالم شرقًا وغربًا ، شمالاً وجنوبًا طلبًا للعلم والتدريب واكتساب التقنيات الحديثة ، فيما تطلبت ظروف بعضهم التنقل هنا وهناك بما يعنيه ذلك من إمكانية مواجهتهم بعض المشكلات أو المواقف الصعبة خلال وجودهم في الخارج ، مثل هذا البلد الذي اختصه الله بكل هذه النعم والمزايا تقع على عاتق طواقمه الدبلوماسية ممن يعملون في سفاراته وقنصلياته وبعثاته الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم مسؤوليات كبيرة لا تقتصر فقط على تعزيز أواصر العلاقات البينية بينه وبين الدول المعين فيها تلك الطواقم ، وإنما أيضًا فتح أبواب السفارات وليس إغلاقها واستعمال الرقة في التعامل مع المواطن وتقديم أفضل الخدمات لقاصدي تلك السفارات والقنصليات من الرعايا السعوديين وغير السعوديين ، وتخصيص أوقات لاستقبال كل قاصد لسفارات المملكة ، وأن تكون تلك الطواقم أمينة على الدين والوطن والكيان ، على نحو ما أوضحه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني مؤخرًا خلال استقبالهم سفراء المملكة في الخارج حتى يكونوا أهلاً للثقة التي أوليت لهم من قبل المليك المفدى – حفظه الله- وأهلاً للمسؤولية التي تقع على عاتق من يمثلون بلدًا هذا شأنه وتلك سماته.