عادت الخلافات لتطل برأسها من جديد في نادي مكة الأدبي من خلال الاتهامات المتبادلة بين لجنة الإصدارات ممثلة في فوزي المطرفي، وياسر العتيبي، وعلي المجنوني، ومجلس إدارة النادي.. حيث أبدت لجنة الإصدارات اعتراضها على بيان مجلس الإدارة الذي وجهه لأعضاء الجمعية العمومية بتاريخ 8 جمادى الأولى 1433ه، والذي أشار فيه إلى عدم دقة ما أصدرته لجنة الإصدارات بالنادي (السابقة) حول احتجاجهم على تصرف رئيس النادي المنتخب الدكتور حامد الربيعي إبان عمله نائبًا لرئيس النادي في المجلس السابق بتوقيعه خطاب عن رئيس لجنة الإصدارات بالنادي بشأن تحكيم كتاب بعنوان «الصحن المحيط بالكعبة المشرفة»، واعتبر البيان أن ما قام به الربيعي يعد إجراء صحيحًا ولا يشوبه شائبة، من واقع أن الخطاب المذكور تم التوقيع عليه بعد المفاهمة بين نائب الرئيس ورئيس اللجنة، حيث تم الاتفاق على المرشح لفحص الكتاب.. لترد لجنة الإصدارات ببيان اعتراضي آخر؛ حيث قال أعضاء اللجنة: إنه لا يفوت على ذي بصيرة ملاحظةُ التناقض المثير للشفقة بين بيان النادي الذي لم يأت عن طريق المتحدث الرسمي للنادي الدكتور عبدالله فدعق، وبين تصريح الفدعق لصحيفة «المدينة» بعد يومين من تاريخ بيان المجلس، في 10/ 5/ 1433ه ، بأن المجلس لا يزال ينتظر بيانًا يكتبه الدكتور الربيعي والأستاذة القثامي بغرض مناقشته وإصدار قرار على ضوئه، ما يعني تضاربًا حادًا في المواقف داخل مجلس النادي حيال القضية. وقد جاء البيان في رأي أعضاء اللجنة متخبطًا ومليئًا بالمغالطات، مشيرين إلى عدد من الأمور التي تضمنها البيان، ويجب أن تؤخذ في عين الاعتبار وهي: أولا: جاء في البيان أن الكتاب المشار إليه أعلاه من أعمال اللجنة السابقة، وأن اللجنة رفضت استقبال كتب اللجنة السابقة والتعاطي معها. ورد أعضاء اللجنة أن هذا الأمر غير صحيح، إذ كيف للمجلس أن يدعي بأن اللجنة رفضت أعمال اللجنة السابقة في وقت كان يستقبل محاضر اللجنة وتقاريرها، وفيها ما يشير إلى الكتب التي استلمناها من اللجنة السابقة؛ حيث استقبلت اللجنة عندما تسلّمت مهامّها من سابقتها ثلاثة كتب وقامت بطباعتها ضمن إصداراتها، نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، كتاب (صوتها القادم من هناك) للأستاذة سلمى مليباري ثانيًا: جاء في البيان أنه حين تم توقيع الخطاب السري كانت اللجنة قد قدمت استقالتها شفهيًا. ورد أعضاء اللجنة أن مجلس إدارة النادي اعتمد الاستقالة بتاريخ 22/1/1433ه بينما وقع الدكتور الربيعي الخطاب المشار إليه بتاريخ 9/1/1433ه، وأنه لو افترض صحة هذا فكيف يقوم الدكتور الربيعي بتوقيع خطاب ممهور باسم رئيسة لجنة مستقيلة؟ ثالثًا: جاء في البيان أن توقيع الخطاب تم بمفاهمة بين الدكتور الربيعي ورئيسة اللجنة الأستاذة أمل القثامي. ورد أعضاء اللجنة أن في هذا مناقضة، فالذي يزعم قبل قليل أن اللجنة رفضت استقبال الكتاب؛ لأنه من أعمال اللجنة السابقة يذكر الآن أن رئيستها وافقت عليه. رابعًا: جاء في البيان أن الدكتور الربيعي وقّع الخطاب مراعاة لظروف العمل ومصلحته لأن اللوائح والأنظمة لا تمنعه من ذلك التصرف. ورد أعضاء اللجنة أن اللوائح والأنظمة لا تسمح له بتجاوز اللجنة في وقت لا تزال تقوم فيه بعملها، كما أن كل ما ذكر في هذا الصدد من ظروف لتبرير الخطأ غير صحيح. خامسًا: جاء في البيان أن خطاب اللجنة مبنيّ على الظن وبعيد عن الحقيقة. ورد أعضاء اللجنة أنهم استندوا إلى دليل ملموس أرفقوه بالخطاب الذي سجّلوا موقفهم فيه بجلاء، وأنهم مستمرون في تقديم الأدلة المادية في سبيل كشف الحقيقة التي يحاول البيان مواراتها وتغييبها. سادسًا: جاء في البيان أن نشر مستند رسمي سري يؤثر سلبًا على الأطراف المعنية. ورد أعضاء اللجنة أنهم لم يعمدوا إلى نشر الخطاب إلا لكشف تصرف خطأ وأن السرية التي يرمي إليها البيان لا ينبغي أن تُتخذ غطاءً لتمرير مثل هذه الممارسات الخاطئة. وفي ختام اعتراض أعضاء اللجنة الذي قدموه لأعضاء الجمعية العمومية للنادي عبر إيميلاتهم طالبوا الجمعية العمومية للنادي، بما تخوّله لها المادة السادسة عشر من لائحة الأندية الأدبية، بتشكيل لجنة للتحقيق في الأمر ومحاسبة المقصر لإنقاذ ما تبقى من سمعة النادي - حسب رأيهم -. من جهته قال المتحدث الرسمي للنادي السيد عبدالله فدعق ل»المدينة» إن لجنة الإصدارات المستقيلة كان لها دور بارز وملموس وإسهامات مشكورة قدمتها في الفترة السابقة، ولهم حق الاعتراض، مشيرًا إلى أن اعتراضهم الحالي سيعامل بنفس الطريقة التي عومل بها اعتراضهم السابق وسيعرض على مجلس إدارة النادي للنظر فيه واتخاذ قرار بشأنه. يذكر أن اعتراض أعضاء لجنة الإصدارات على تصرف رئيس مجلس إدارة النادي من تمرير الكتاب القضية نفى رئيس النادي صحة ما ورد فيه؛ في حين أكد المتحدث الرسمي للنادي أن مجلس الإدارة نظر في الاعتراض وقرر مطالبة رئيس النادي بصفته السابقة عند تمرير الكتاب كنائب لرئيس مجلس الإدارة في المجلس السابق ومن رئيسة لجنة الإصدارات حينها الأستاذة أمل القثامي لينظر فيه المجلس ومن ثم إعلانه إلا أن النادي أعد بيانًا ورد فيه التفصيلات التي اعترض عليها أعضاء لجنة الإصدارات مرة أخرى. وتأتي هذه الاختلافات في الوقت الذي يستعد فيه النادي لإطلاق ملتقاه السنوي الرابع برعاية وحضور الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام يوم الثلاثاء المقبل 25/ 5 /1433ه، تحت عنوان «الشباب بين المتن والهامش»، حيث أبان الدكتور فدعق أن الملتقى سيشهد مشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف مدن المملكة بما فيهم جميع رؤساء الأندية الأدبية في المملكة، يناقشون من خلال (25) ورقة علمية محاور الملتقى الخمسة: الشباب في الخطاب التاريخي، والشباب في الخطاب الاجتماعي المعاصر، والشباب والتحولات الفكرية المعاصرة، والشباب والخطاب الأدبي المعاصر، والشباب والإعلام المعاصر.