أكد الدكتور فراس عالم، عضو الجمعية العمومية في نادي مكة الأدبي، أن رئيس نادي مكة الدكتور حامد الربيعي، لم يستوعب بعد عملية الانتقال من ثقافة التعيين إلى ثقافة الانتخاب. وقال عالم ل«الحياة» على هامش قضية لجنة الإصدارات وتوقيع رئيس النادي بديلاً عن رئيستها الناقدة أمل الثقامي وما صاحب ذلك من تناقض وارتباك في خطابات النادي حيال هذه القضية: «مع تقديري الكبير للدكتور حامد الربيعي كقامة كبيرة في المشهد الثقافي المحلي، إلا أنه وبعض أعضاء مجلس الإدارة المنتخب لم يستوعبوا عملية الانتقال، من ثقافة التعيين إلى ثقافة الانتخاب، وما يتبعها من تحول سلطة القرار من مركزية في يد المدير - المسؤول إلى جماعية تخضع للرقابة والمساءلة، من مجلس منتخب وجمعية عمومية يفترض أن تكون رقيباً حاضراً على الدوام». وأشار إلى أن التناقض في التصريحات في هذه الحادثة، «مثال واضح على الشفافية المغيبة، التي لا تستقيم في مؤسسة ثقافية منتخبة. فالدكتور الربيعي يصرح بأن المجلس أقر بقانونية الإجراء وسيصدر (المجلس) بياناً بذلك، في حين يصرح المتحدث الرسمي الدكتور فدعق، بأن المجلس ينتظر بياناً (توضيحياً) من طرفي الموضوع لمناقشته، وإصدار قرار بناءً عليه والفرق في المعنى كبير». وقال عالم إن ما يرجوه كعضو جمعية عمومية، «أن يستوعب المجلس الهدف الأسمى للنادي كمؤسسة ثقافية يفترض أن تخدم أبناء البلد، وتشعل فتيل الحراك الثقافي، لا أن يستخدم النادي ثغرات اللائحة كوسيلة للتصفية والإقصاء، وتعطيل المشاريع القائمة بحجة اللوائح وتمرير مشاريع أخرى بالحجج ذاتها»، معتبراً أن الوقت حان «كي يتدارك المجلس أخطاءه المتراكمة التي أصابت المجتمع المكي كله بالإحباط. ولا أعتقد أن المجلس استوعب حتى الآن فقه ثقافة الانتخاب، وأن الأصوات التي وضعتهم في موضع المسؤولية ستحاسبهم حساباً عسيراً، على ما حدث ويحدث من منازعات وتحزبات، أساءت كثيراً للفعل الثقافي ولسمعة النادي المكي العريق». من جهة أخرى، دخل نادي مكة الأدبي في اليومين الماضيين، حال من الارتباك والتناقض، في مواجهته لما حدث لرئيسه الدكتور حامد الربيعي مع خطاب لجنة الإصدارات. ولاحظ كثير من المتابعين هذه الحال من الارتباك والتناقض، التي طغت على مواقف أعضاء مجلس إدارة النادي تجاه الخطاب الذي بعثه أعضاء لجنة الإصدارات السابقة، الذي يتهمون فيه رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي، بالتوقيع نيابة عن رئيسة اللجنة أمل القثامي في خطاب سري موجه لعضو مجلس الإدارة الدكتور عدنان الحارثي لاعتماده محكماً لأحد الكتب، بعيداً من لجنة الإصدارات المنوطة بمثل هذا الأمر. وفي حين رد الدكتور حامد الربيعي قائلاً: «إن الموضوع قد نوقش في اجتماع مجلس إدارة النادي، وسيصدر بيان عن المجلس يوضح حقيقة الأمر، وأن ما تم من إجراء بشأن الكتاب المذكور ليس فيه أي تجاوز لأحد، بل هو الإجراء الذي ينبغي أن يتخذ وفق ما تقتضيه طبيعة الموضوع والمصلحة»، وصرح عضو مجلس الإدارة والمتحدث الرسمي باسم النادي الدكتور عبدالله فدعق، بأن المجلس «استعرض خطاب لجنة الإصدارات السابقة في جلسته التي عقدت يوم (السبت) الماضي، وأوصى الحضور بأن يعد كل من الدكتور الربيعي والأستاذة أمل القثامي بياناً تفصيلياً سيقوم النادي بنشر محتواه فيما بعد».