واجب وأمانة الكلمة تحتم علينا أن نقول للجميل جميل وأن العمل الذي يبذل فيه مجهود ويحالفه النجاح نقول إنه كان موفقاً، وجمعية الفنون في جدة أقامت ليلة احتفاء لفناننا الراحل فوزي محسون رحمه الله الذي ملأ الساحة جمالاً في عصره وكان الحضور جميلًا وحضر المحبون للفن الأصيل من كل مكان وبالأخص محبي فوزي وفنه.. الصالة في الواقع كانت مكتظة بالحضور حتى أن الكثير لم يجدوا أماكن للجلوس.. إذن هذا الحضور وهذا النجاح وراءه أشخاص.. أرادوا نجاح هذه الأمسية وهذا التكريم لفوزي.. ولقد كان للزميل سهيل طاشكندي دور مهم.. وآخرون من المهتمين في نجاح هذه الأمسية الرائعة -بصفته رئيس الإعلام في الجمعية منذ فترة قصيرة جداً- ومع هذا استطاع أن يقدم أول نجاحاته في تنظيم أمسية فوزي وتكريمه برئاسة مدير الجمعية عبدالله التعزي -الذي كان يحرص منذ رئاسته أن تكون جمعية الفنون في جدة شيئًا آخر ومختلفًا- المهم في هذا وذاك.. أن الفنانين الشباب لم يجدوا أمامهم إلا عينات الرواد أمثال فوزي.. وكثير من الفنانين الذين حضروا تفاجأ بهم الحضور وهم يحفظون أغنيات فوزي وقدموها.. تكريماً لفوزي وهذا دليل على أن الأغنية السعودية الأصيلة.. التي أرساها السابقون لا زالت هي المتسيدة بعيداً عن الأغنية العصرية.. والملفت أيضًا أن من جاءوا كانوا قد عاصروا فوزي وأغنياته.. ولم يكن أمامهم في تلك الليلة إلا أن يستمعوا إلى شيء من أغنياته حتى ولو بأصوات أخرى.. لاستعادة عصر فوزي محسون.. وذكرياته معهم. الحفل في مجمله كان موفقاً وجميلاً حضره فنانون وشعراء وإعلاميون.. وتم تكريم الكثير بدروع تقديراً لهم.. ولو أن آخرين كانوا من أهل الشعر والفن المخضرمين كانوا يستحقون التكريم أيضًا.. فربما ظروف منعت ذلك وربما في المرات القادمة يكون لهم نصيب. الجميل أيضاً.. أن هذه الفكرة جميلة وتعيد التواصل بين الموهوبين والجمعية وأيضًا الجمهور.. فهي مكان للنشاطات وتقديم كل ألوان الفنون للجمهور وإتاحة الفرصة للمواهب لتقديم مواهبهم.. وكما رأينا الكثير من الموهوبين الذين لا زالوا في أول طريق الفنون كانوا سعداء بهذه الفرصة.. وإنهم قدموا أعمالا.. وخاصة أنها أعمال أصيلة كأعمال فوزي.. كما أن الشاعرة ثريا قابل حضرت بصوتها واستعادت ذكريات أعمالها التي قدمتها مع فوزي وكانت من أروع الأعمال. لقد خرج الجميع من الحفل سعداء راضين بهذا التنظيم وهذا النجاح الذي هو حافز لنجاحات قادمة.