ها هو يقف عند الإشارة ما شاء الله في يده مكنسة وينظف في عز الحرارة أووه، أووه، إنها طرارة! يحزني جداً هذا المنظر المنافي لجميع قيم الحضارة! لست ضد هذا العامل الغلبان ولكني أرفض أن يتحول من وظيفته الأساسية إلى متسول في بلادنا! في حقيقة الأمر أن بلدنا ليست في حاجة متسولين جدد! لابد من حل لهذه الظاهرة لقد أصبح عامل النظافة أكثر من يحيينا بعبارة (السلام عليكم) ويرمقنا بنظرة (اعطنا من ما أعطاك الله) أتمنى من الجهات المسؤولة أن توجد حلا فإما أن تضع حداً أدنى لراتب عامل النظافة يكفيه من ذل السؤال، وتجبر الشركات على توظيف مراقبين (فعلياً) لحركة سيرهم وتصرفاتهم، أول تحول المتسولين الآخرين لعمال نظافة، وتأمر بإغلاق هذه الشركات (ونضرب عصفورين بحجر)! إنه أمر لا يمكن السكوت عليه. ينتابني شك أن من أسباب رضى العامل براتبه الزهيد هو ما يعده رب عمله من ما يجنيه من بدل التسول بعض هذه العمالة تجده لا يجيد اللغة العربية وطبعاً لحداثة وصوله لبلادنا. ولكن في نفس الوقت تجده يجيد السبل التي تؤدي إلى أخذه للمال عن طريق التسول. إما بنظرة خجولة، أو بابتسامة يقال عنها بريئة. وهذا يؤكد أن هذا النهج أصبح من أساسيات العمل لديهم، بل إنهم قسموا بينهم الأدوار والمهام، فأصبح لديهم قسم المتسولين، وقسم خاص بجمع الكراتين الفارغة، وقسم آخر لجمع السكراب، وقسم آخر لجمع النفايات البلاستيكية، هذا عدا الأقسام الأخرى التي لا علم لي بها مما يوضح جلياً غياب دورهم الحقيقي وهو نظافة المدن، فنحن نحتاج الآن لشركات أخرى تعمل بعد نهاية عمل هذه الشركات لتقوم هي بعملية النظافة الفعلية، ولكن احذروا ونبهوهم أننا نريد عمال نظافة لا متسولين صفر.