المتابع لمجريات العملية الانتخابية يجد أنها أفرزت في التجربتين المنفصلتين اللتين خاضهما المجتمع وشهدتهما الدورتان الأولى والثانية في الانتخابات البلدية والدورة الأولى في انتخاب مجالس إدارات الأندية الأدبية تباينًا في قبول الشرائح المجتمعية لنتائج تلك الانتخابات. يقول الدكتور صالح سعيد الزهراني (عميد كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى): نحن لدينا تجربتان في العملية الانتخابية، الأولى المجالس البلدية ولم يختلف حولها سوى النخبة، والأندية الأدبية نخبوية وشهدت اختلافًا أوسع، والمجتمع لم يجن سوى الهشيم في كلاهما، فلا المجالس البلدية حققت المراد، ولا الأندية الأدبية، وأعتقد أن المشكلة حول مجالس الأندية الأدبية كانت أكبر لغياب الشفافية وكذلك الآلية التي تمت بها فالإنتخاب الإلكتروني حوله تساؤلات ومن خلال استطلاع لرأي أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية أظهر عدم الرضا عن الآلية التي نُفذت بها الانتخابات واعتمادها على التصويت الإلكتروني ترك مساحة للجدل، ولذا لم تكن انتخابات مجالس الأندية الأدبية موفقة ولن تكون موفقة إذا استمر تنفيذها بنفس الآلية التي تمت بها في الدورة الأولى. من جهته يقول الدكتور عبدالله الحيدري (نائب رئيس نادي الرياض الأدبي وأستاذ الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية): الانتخابات تجربة جديدة ونحن مجتمع لا يتقبّل الجديد بسهولة والمشكلة أن بعض الأشخاص يضع نتائج مسبقة ونمطية والانتخابات لا تعرف هذا خاصة عندما قادها شباب لهم رؤيتهم لإزاحة من يكبرهم سنًا وهذا ما حصل في الأندية الأدبية وغيرها من المؤسسات التي شهدت انتخابات لعضويات المجالس الإدارية وشكلت في نظر الكبار في السن صدمة لم يتوقعوها لأنهم كانوا يظنون أن أسماءهم وأعمالهم ستقدمهم وستشفع لهم بالترشح بالدرجة الأولى فوجدوا أنفسهم خارج الدرجة السياحية، وذلك لأن الانتخابات عادلة وديمقراطية واستطاع الشباب أن يقودوها لتخالف التصورات التي كانت تعتمد على التعيين الذي يتجه نحو المشاهير والكبار. فيما يقول زياد بن علي الحارثي (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز): يتردد صدى الانتخابات للمناصب القيادية في أي منشأة وهي تُعتبر في نظر الكثير ديمقراطية وثقافة حديثة.. ولكن أين.. ومتى.. ومن المرشح.. وكيف تثبت الانتخابات نزاهتها؟.. فهذه أسئلة كثيرة بعضها يمكن أن نجد له جواباً وبعضها يظل مبهماً لا يفهمها إلا الخاصة ونجد المجتمع في نهاية مطافها بين القبول والرفض، والنخبة تُجرد نزاهتها وتشكك في فرضياتها، لماذا؟!.. ويظل السؤال هو هل تستطيع الانتخابات بصناديقها أن تثبت نزاهتها أم يسقط بعض الصناديق سهواً؟!..