أكد المهندس هاني زهران مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية ل»المدينة» أن شبكات الرصد بالمملكة ترصد العديد من الهزات الأرضية في شمال خليج العقبة وامتداد البحر الأحمر وجنوب غرب المملكة، وفي كل من حرّة الشاقة وحرة رهاط، وجنوب غرب تبوك، ولكن معظمها ذات قوى ضعيفة ولا يشعر بها الأهالي على حدّ قوله. وأوضح أن المركز الوطني للزلازل والبراكين يعمل على إنشاء الشبكة الوطنية السعودية للرصد الزلزالي، إنشاء شبكة عجلة التسارع الأرضية في المملكة، مشروع مراقبة النشاط الزلزالي والبركاني في الحرات البركانية في المملكة، إضافة إلى إنشاء وتحديث وتجهيز ودمج محطات ومباني الرصد الزلزالي في المملكة وتحديث خريطة المناطق الزلزالية، كذلك إجراء دراسات وبحوث زلزالية في المناطق النشطة زلزاليًّا. وأشار إلى أن الملتقى الخليجي الذي نظمته الهيئة مؤخرًا بجدة خرج بعدة توصيات أهمها إنشاء محطات رصد زلزالي في قاع المحيط داخل المياه الإقليمية بالبحر الأحمر من أجل الحصول على معلومات دقيقة وكافية لتحديد المناطق النشطة زلزاليًّا، ونوعية الصدوع النشطة وربطها جيولوجيا، ،كذلك إنشاء شبكة وطنية لرصد التشوهات الأرضية بالمملكة، والتركيز على منطقة ساحل البحر الأحمر والحرات البركانية. وأكد زهران أن المركز الوطني للزلازل والبراكين يتبع الشبكة الوطنية السعودية للرصد الزلزالي والتي تتكون من حوالى 100 محطة رصد زلزالي منتشرة في كافة أنحاء المملكة، ويتركز معظمها على طول الجزء الغربي من المملكة، نظرًا لزيادة النشاط الزلزالي على طول البحر الأحمر وخليج العقبة والجزء الجنوبي الغربي من المملكة، بالإضافة إلى الشبكات المحلية في حرة الشاقة، وحرة رهاط، وحرة خيبر. وأكد أن هناك معايير فنية تم وضعها في عين الاعتبار عند اختيار موقع لإنشاء محطة رصد زلزالي منها، أن تكون على صخور صلدة قوية، وبعيدة عن أي نشاطات إنسانية، أن تكون بعيدة عن الطرق الرئيسة، أن تكون بعيدة عن البحار والمحيطات المفتوحة، أن تكون بعيدة عن خطوط الضغط العالي الكهربائية، أن تكون بعيدة عن الماكينات الموتورات التي تصدر عن ذبذبات عالية، أن تكون بعيدة عن خطوط السكك الحديدية، أن يكون هناك مجال للرؤية باتجاه الجنوب الغربي لإمكانية الاتصال بالأقمار الاصطناعية. وكشف المهندس هاني زهران أن ملتقى الزلازل خرج بالعديد من التوصيات من أبرزها، زيادة عدد محطات الرصد الزلزالي لعمل تغطية جيدة من كافة الجوانب حول النشاط الزلزالي بما في ذلك إنشاء محطات رصد زلزالي في قاع المحيط داخل المياه الإقليمية بالبحر الأحمر (OBS)، وذلك لعمل تغطية مناسبة من أجل الحصول على معلومات دقيقة وكافية لتحديد المناطق النشطة زلزاليًّا ونوعية الصدوع النشطة وربطها جيولوجيا، لاستخدامها كمدخلات هامة، وبالتالي وضع ذلك في الاعتبار عند تقييم المخاطر الزلزالية عند إقامة المنشآت الهامة والاستثمارات الكبرى، كذلك إنشاء شبكة وطنية لرصد التشوهات الأرضية بالمملكة والتركيز على منطقة ساحل البحر الأحمر والحرات البركانية وذلك لدراسة حركية وبنائية الصفيحة العربية بشكل أكثر تفصيلاً والتطور الجيولوجي وتحديد معدلات التشوهات الأرضية داخل الصفيحة العربية. وبين أن من بين التوصيات أيضا ضرورة ربط شبكات الرصد النشاط الزلزالي بين السعودية والدول العربية المجاورة لتبادل البيانات الزلزالية آنيًّا، من خلال اختيار عدد محدد من المحطات من كل من الشبكات العاملة بالمنطقة على أسس ومعايير فنية وعلمية، من أجل الحصول على دقة عالية جدًّا فيما يخص معاملات الزلازل المسجلة، وتحديد نوعية الصدوع، ممّا يعطى مخرجات دقيقة وصحيحة لدراسات تقييم المخاطر الزلزالية، وهو الهدف المرجو من إنشاء شبكات الرصد الزلزالي، حفاظًا على الأرواح والممتلكات، كما هو متبع في الدول الأوروبية، حيث يتم تبادل البيانات آنيًّا بين الشبكات العاملة بها من خلال عقد اتفاقيات علمية لتبادل البيانات الزلزالية الرقمية آنيًّا، ويتم وضع ضوابط ومعايير فنية للحفاظ على حقوق كافة الدول المشتركة. وأضاف زهران أنه من بين التوصيات التقليل من مخاطر الزلازل والبراكين من خلال ثلاثة محاور رئيسة هي تحديد مصادر الخطر الزلزالي، ودراستها تفصيليًّا من خلال بيانات شبكات الرصد الزلزالي، تصميم المنشآت المقاومة للزلازل، توعية المواطنين بظاهرة الزلازل وتوعيتهم بكيفية السلوك الأمثل في أثناء وقوعها.