كشف مصدر مصري رفيع المستوى أن المجلس العسكري أجرى اتصالات واسعة لإقناع اللواء عمر سليمان مدير المخابرات السابق ونائب الرئيس المخلوع بالترشح لمنصب الرئاسة، خاصة أن المجلس يحاول التأكيد له على أن فرص فوزه ستكون كبيرة، لأن نزول القيادي الإخواني خيرت الشاطر للسباق سيكون لصالحه، مما سيكون له الأثر في تفتيت أصوات الإسلاميين بين أكثر من مرشح لهم. فيما قرر مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعه الطارئ الذي عقد أمس برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب التمسك بقراره السابق الخاص بعدم المشاركة في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. وأوضح المصدر ل»المدينة» أن المجلس العسكري طلب من «سليمان» سرعة اتخاذ قراره قبل غلق باب التقدم للترشح المقرر له الأحد المقبل، وعلمت «المدينة» أن سليمان أبدى موافقة مبدئية وأنه سيعلن ترشحه خلال ساعات قليلة. وأشار المصدر إلى أن هناك حرب باردة بين «العسكري» و»الإخوان» ستنفجر بينهما خلال الأيام المقبلة، خاصة وأنه كان من ضمن الاتفاقات في لقاءات سرية بينهما ألا تدفع الجماعة بمرشح ينتمي لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو الموقف الذي أعلنت عنه الجماعة بعد ذلك بشكل علني، على أن يتم التوافق بين ''المجلس'' والجماعة'' على دعم مرشح بعينه وكان ''عمرو موسى'' الأقرب لذلك، خاصة أن ''العسكري'' يميل إليه بشكل أو بآخر. وقال المصدر: إن المجلس العسكري يسعى بكل الطرق بعد إعلان الجماعة ترشيح الشاطر بدفع بشخصية قوية في اللحظات الأخيرة في الانتخابات المقبلة تكون ذات ثقل أكبر عند الأغلبية الصامتة، وذلك متوفر حالة موافقة ''عمر سليمان'' على الترشح. على صعيد متصل، نفي مصدر عسكري وجود أية نية لدى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي للترشح في انتخابات الرئاسة، وأوضح المصدر أن طنطاوي يريد فقط أن يمر بالبلاد إلى بر الأمن وإنهاء الفترة الانتقالية وتسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة، وجاء ذلك النفي مع تعالي الأصوات التي تطالب طنطاوي بالترشح لانتخابات الرئاسة خاصة بعد قيام جماعة الإخوان المسلمين بالدفع بخيرت الشاطر لخوض الانتخابات. إلى ذلك، قرر مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعه الطارئ الذي عقد أمس برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب التمسك بقراره السابق الخاص بعدم المشاركة في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. وأشار مستشار شيخ الأزهر محمود عزب عقب انتهاء جلسة مجمع البحوث التي عقدت بمقر مشيخة الأزهر إلى عدم رضا الأزهر عن تمثيله كجهة أثبتت أنها بيت الأمة، كما أن الجمعية التأسيسية الحالية لا تمثل كل أطياف الأمة على حد قوله. من جهته، قال محمود مهنا عضو مجمع البحوث الإسلامية «إن الأزهر يمثل الأمة كلها»، مشيراً إلى أن تهميش الأزهر يعتبر تهميشًا للأمة. وأوضح مهنا أن أعضاء مجمع البحوث قرروا بعد دراسة مقترحات عودة الأزهر للجنة التأسيسية عدم العودة والالتزام بهذا القرار، حتى تمثل جميع الأطياف.