أستطيع أن أقول أن مجلسه مجلس علم وثقافة وأدب وحوار مفيد بنّاء ليس فيه هزل، يناقش الحضور كل قضية أدبية تعليمية اجتماعية. قال الرواي: كما هو معروف أن أمير القوم خادمهم وهو كذلك، يستقبلهم ويباشرهم ويودعهم، وهذه دلالة واضحة أن الصوالين الأدبية حركت النشاط الثقافي والفكري بشكل إيجابي، أضف إلى ذلك النوادي الثقافية والأدبية. كما لا يخفى أن له مؤلفات متنوعة بارك الله فيه - منها: من حطب الليل أي بني، إطلالة على التراث في خمسة أجزاء، لقد أهداني الجزء الأخير منه ولم أستطع آنذاك أن أشكره على إهدائه لكني قرأت كل كلمة جميلة عن الشكر يقول فيها: الشكر ثمرة ناضجة، على شجرة باسقة، نبتت في أرض خصبة، وغذيت بماء نمير، ليسدى المعروف لإنسان، فيعترف بالفضل ويبدي الشكر قولاً وقد يرد المعروف بمثله أو أحسن، لأنه نفسه خيرة، ومعدنه ثمين وعنصره فاخر. والشكر مظهر ينبئ عن مخبر والمظهر نبيل والمخبر شريف، وعمق الاعتراف بالفضل رأس راسخ، لا يتزلزل مع مرور الزمن، بل إن الزمن يزيده تمكنًا في أرضه، متشبثًا بجذوره في أعماقها، ولا يتغير بتغير الأحوال ولا بتبدل الظروف لأنه يبقى على بهائه ورونقه، وصفائه ونقائه. وما قيل في الشكر وعنه كثيرًا في تراثنا؛ لأنه أمر حضاري ينم عن عمق تغلغل المدينة فينا، وعلى بعد عن البدائية وجلافتها ونبوها عن الرقة وحسر الالتفافات والقول فيه في تراثنا متنوع متشعب قيل عنه من كل جانب قول، وصيغ في كل زاوية منه حكمة، لم يترك قول يمكن أن يخطر على البال إلا قيل فيه. والأقوال التي قيلت كلها مضيئة ورصينة تؤكد رفع شأن الشكر عند أجدادنا وتدل على ما كان يسدى وما كان يشكر، وترى مدى ما كان يتمتع به المجتمع من إسداء المعروف، وتلقيه بالشكر، وما مد فيه من يد صافحها امتنان وإقرار بالفضل. أشكر صاحب هذه الإطلالة الجميلة معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وأقول له جزاكم الله خيرًا، لا يشكر الله من لا يشكر الناس، وأزيد عليه قول البحتري: إن الشكر للعبد نعمة ومن يشكر الله فالله زائده. سكتة: تهادوا تحابوا