المساواة مهمة عظيمة تهدف إلى العدل ونبذ التفرقة، والعدل بين جميع الأطراف في الحقوق والواجبات والتكليفات. نعلم جميعنا أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة مبنية على التكامل بين العدل والمساواة، ولكن أساء الكثيرون منّا التعاطي مع المفهوم الحقيقي لكل منهما، وبتنا كل يوم نطالع الشعارات الملغمة بالإنشاءات العريضة التي تطالب بتحرير المرأة ومساواتها مع الرجل. مقابل تلك الدعوات لم أعد أعلم حقيقة ماهية المساواة وطبيعتها، وهل المطالبة بها والاقتتال من أجل تحقيقها تهدف إلى تضارب الأدوار وأن تقوم المرأة بدور الرجل والمرأة على حدٍ سواء وتحملها للأعباء الثقيلة تحت أي ظرف وفي أي مجال!!؟. لست ضد المساواة بين الجنسين بمفهومها الحقيقي، ولست ضد من يُطالب بالمساواة المعتدلة التي تُحقِّق للمرأة طموحها وتكرم نضالها وتثبت أحقيتها في أن تتبوأ مناصب عامة في المجتمع من أجل إثبات أهمية دورها في كافة مناحي الحياة، ولكني ضد من حوّل هذا المفهوم إلى سلاح ذي حدين، ودفع بالمرأة إلى الانسلاخ عن حقيقة كونها امرأة لها أدوارها المشروعة المتعارف عليها لتنخرط في عالم الرجولة البحتة متناسين أنه كما للرجل طبيعته وأدواره للمرأة أيضًا كذلك. مرصد... لو تعاطى المجتمع مع المساواة بمفهومها الحقيقي لما وصل الحال بالبعض إلى التخبط ولما ضاع العدل مقابل ندية المساواة.