* الصور المرعبة التي ترسلها وكالات الأنباء لما يحدث داخل أرض الشام الحبيبة تحمل من الوحشية واللا اعتبار للقيم الإنسانية ما يملأ الفضاء الإنساني بأكمله، وهي ليست سوى انعكاس لنفوس مأزومة مع ذاتها ومع الآخرين، كما أنها غير مقارنة على الإطلاق إلا بما تسرده صفحات وكتب وروايات التاريخ من بربرية المغول والفايكنج والبرابرة الذين حطموا الإمبراطورية الرومانية وأدخلوا أوروبا عصور ظلام دامسة لم تفق منها إلا بفعل إشعاعات الحضارة الإسلامية التي كانت تصلها من صقلية والأندلس. * لكن الأسئلة التي تزداد يومًا بعد آخر ومعها تتضخم حيرة الناس الأسوياء لا المؤدلجين والسائرين في فلك المدح والثناء السوري – الإيراني – الحزبي لحزب الله، ألا يمكن إيقاف هذه المذابح والمجازر والتي طالت كل شيء حتى الأطفال، كما حدث قبيل أيام في حمص؟ وإلى متى والنظام السوري يترك على حريته يقتل ويدمر؟!. * لست بحاجة إلى التذكير أو الإحالة إلى الحقيقة الثابتة بأن من يُسير السياسة والساسة المصالح الخاصة والمتبادلة وأن القيم والمبادئ لا قيمة لها ولا اعتبار وإلا لما وقفت ولازالت روسيا والصين ضد كل المبادرات التي تسعى إلى إيقاف حمامات الدم السورية. * إضافة إلى أن العقليات الإجرامية للطغاة تتلاقى وتتقارب كما هو حادث بين سوريا وروسيا والصين وإيران وحزب الله. فحمامات الدم والقتل الجماعي مارسته روسيا في الشيشان وداغستان وغيرهما من الأقاليم المسلمة لمجرد مطالبة سكانها المسلمين بحقوق تحفظ لهم كرامتهم. كما أن الصين لم تتخلف عن السباق الدموي كما حدث مع مسلمي تركستان الشرقية من الإيجور إلى حد أنها -أي الصين- ترفض مسماها التاريخي طمسًا لهويتها فتطلق عليها الآن إقليم سيكيانج. والأمر ذاته ينطبق على إيران وحزب الله. * هذا التحالف الشيطاني ليس لي معه أي خصومة أو اعتراض لو لم يرتكب كل هذه الجرائم والانتهاكات المقززة للنفس وللعقل وللضمير، فمن حق أي دولة أو نظام إقامة تحالف أو تحالفات مع من يشاء ولكن حينما يصل الأمر إلى انتهاك الحق الإنساني والروح البشرية بمثل ما يقوم به النظام البعثي النصيري في دمشق فغير مقبول إطلاقًا حتى وإن حاول البعض تبرير ذلك بالمؤامرة على نظام يمانع إسرائيل..!!؟؟