في زمن مضى كان يلهث الفنان أو المؤدي أو الملحن إلى كتّاب الكلمة والشعراء الذين يكتبون الأغنية.. بل يقدم وساطات حتى يظفر بكلمات جميلة من كاتب ما. لأن كتّاب ذلك الزمن يمكلون موهبة إبداعية موجودة بالفطرة أو من الأساس هم كتّاب أغنية وموهبون حتى إن بعضهم يكتب ويلحن ويغني.. وكثير من أهل الطرب والفن وبالذات المطربين الكبار يدفعون ثمن التنازل من الشاعر ليقدمونها بأصواتهم.. لكن في السنوات الأخيرة افتقدنا بعض الجودة والإحساس في الكلمات حتى إنها عندما تسمعها يأتيك إحساس أنها بلا معنى.. أو ذات قيمة.. وهذا يحدث عندما يأتي كاتب أو شاعر أو شاعرة لديهم هاجس الظهور غير المسؤول وغير الموهوب ويقدمون كلماتهم لمطرب أو ملحن وتأتي الشروط أولها دفع ثمن استوديوهات التسجيل وثانياً دفع ثمن الأداء والعجيب كيف يأتي إحساس كاتب ومطرب أو ملحن بعد هذا التداخل المادي.. وعندما تطلب شيئاً من كتابتهم أو تستمع إليها تجدها ركيكة.. وليس صلة بابداع كاتب أو شاعر.. فتداهمك الحسافة كيف يصل ذوق المستمع إلى هذا الانحدار أو الاستخفاف بعقل وشفافية مستمع.. كان يطمع أن يرتقي بذائقته وعندما تلتقي بأناس عاشوا زمن الإبداع الجميل فإنهم لا يجيبون عليك عندما تسألهم عن ذوقهم وسماعهم اليوم.. ويجيبك أحدهم أين زمن "زودوها حبتين ماني صاحب صنعتين" و"ماس ورد الخد في وادي قبا" و"في سلم الطائرة" و"أسمع حياتي لا تسيء الظن فيه حكم ضميرك قبل ما تحكم عليه" و"وبلاش نضيّع الطيب" و"سمار يا سمار".. وووو، لكن الكثير من كتّاب هذا الوقت أو شعراء الأغنية حالياً في الخليج أو العالم العربي وغالبيتهم ليس لهم تواجد قديم أو معروف، يعترفون بشجاعة كبيرة وصدق جميل نشكرهم عليه إنهم وفي بدايتهم وحتى بعد البداية بمراحل اعترفوا أنهم يدفعون للمطرب أو الملحن ويحجزون له استوديو التسجيل وربما يكون الفنان على شاكلتهم في التواضع الفني والإبداعي لقاء خدمة أعمالهم الشعرية المتواضعة أو ربما لأنهم غير متواجدين بشكل واسع على الساحة وآخر هؤلاء المعترفين الشاعرة الإماراتية الدكتورة ميساء التي اقرّت في إذاعة البرنامج الثاني بجدة أنها دفعت لمطربين ولملحنين وحجزت استوديو لقاء غناء كلماتها في فترة من الفترات السابقة من مشوارها مع الكلمة.