كانت تجربة غناء الاصوات من الدول العربية لكلمات سعودية سائدة في وقت مضى وكان كتّاب الكلمة السعوديون عندما يجدون اجحافا من المطربين السعوديين لا يجدون مخرجا سوى الذهاب بها الى مطربين من دول عربية اخرى. والبعض منهم يدفع مبالغ طائلة لقاء غناء كلماته للأصوات المعروفة في ذلك البلد.. ومع ذلك مهما بلغت خبرة ذلك الفنان وشهرته.. إلا أن هذه الكلمات بكل أسف تتعرض لتشويه اللفظ والمعنى.. وتخرج إلى المتلقي بصورة تجارية ولا تدوم طويلاً.. بل حتى اشهر والسبب عدم إجادة هذا الفنان للهجة السعودية. بل أن أغلب هذه الكلمات ربما لا تصدر من شاعر أو كاتب اغنية متمكن.. فهي ضعيفة المضمون والمعنى في الأصل فتتعرض للضعف والانكسار من جميع النواحي الفنية ويكون مصيرها الفشل الذريع.. وربما يرفضها بعض الفنانين السعوديين لهذا السبب.. وبكل أسف لا زالت هذه المهازل مستمرة.. ولا سبيل لإيقافها إلا بتدخل رسمي فهي في الأساس تسيء لتاريخ ولجمال الأغنية السعودية المتسيدة منذ زمن طويل على مستوى الخليج ولا نبالغ إذا قلنا على مستوى الوطن العربي والدليل غناء هذه الاصوات لها بدون إذن كاتبها وملحنها ومطربها وفي أماكن غير لائقة لتقديمها ومن هنا نطالب من يلهث وراء الصيت من هؤلاء الكتّاب والملحنين التوقف عن مساعدة هؤلاء المطربين وتقديم هذه الكلمات لهم حتى لو كانت ضعيفة، فهؤلاء لا يهمهم سوى المادة ولا يهمهم ظهور العمل بشكل رائع ويحترم المتلقي، وإذا كانت المادة التي يدفعونها هي الوسيلة بالنسبة لهم للوصول إلى قمة الإبداع فهذا خطأ كبير بل يجب عليهم حتى لو فقدوا الموهبة والاحساس والقدرة على الكتابة أن يحترموا ذائقة المتلقي وقبل ذلك لهجتنا وكلماتنا ومستمعينا لأن الكلمة أمانة وليست القدرة المالية هي الموهبة والاحساس والشعور بل القدرة الذاتية والحسية، ولهذا يجب ان يكون هناك رادع لمثل هؤلاء يحول دون العبث بكلماتنا وتراثنا وأغانينا، ويُطبّق على الكاتب والملحن والمؤدي، وهذا ما نأمله مع قادم الأيام.