لا يغيب مؤسّس الأغنية السعودية الفنان الكبير الراحل طلال مدّاح -يرحمه الله- رغم مرور أكثر من عشرة سنوات على رحيله، فهو حاضر بإبداعاته، سواء بصوته الخالد، أو بأصوات الكثير من المطربين المطربات السعوديين العرب، وفي ألبومه الجديد المقبل هناك أكثر من مفاجأة فنية، تعيد إلينا الطرب الأصيل بمعناه الحقيقي، كما تعودناه في حياته. في الألبوم الجديد إعادة لرائعة “أحرجتني” بتسجيل جلسة نقي يظهر فيه صوت الأستاذ (مسلطناً) يقدم دروساً لكيفية تعلّم الآداء السليم. أيضاً هناك إعادة لأعمال خالدة، وإن كانت أغنياته خالدة وساكنة الوجدان والمشاعر، وسيبقى مؤسّس الأغنية السعودية اسماً يغرّد بمفرده، ويبقى غيره يدور في الأسلوب الواحد المكرر الممل. * * * * * تراجعت جلسات “وناسة” بسبب المجاملات التي طغت على ما يُقدم من أغنيات، ولاحظت أن هناك عملية (فرض) لأسماء معينة تتكرر كل يوم وكل أسبوع، وأيضاً هناك محاولات (مستميتة) لإقناع المشاهدين والمستمعين بأصوات عادية، وفي “وناسة” يحاول بعض الملحنين الشباب أن يظهروا كمطربين، رغم أن لديهم بالفعل ألحاناً جميلة، ولكن ليس كل ملحن جيد يملك صوتاً جيداً، وهذه نقطة يجب أن يعيها هؤلاء حتى لا يفقدوا أنفسهم كلمحنين وكمؤديين. التكرار أصبح في “وناسة” ظاهراً، ولو كان الأمر تكراراً لكل الأغنيات، وكل المطربين المطربات لكان الأمر هيّناً، ولكن التعمّد في تكرار اسماء معينة وأغنيات معينة فهذا سوف يُفقد هذه الجلسات الجميلة ما كان يميّزها ويفقدها متابعيها. * * * * * في ألبوم عباس إبراهيم الأخير، اسماء مميزة لملحنين وشعراء، وفيه أغنيات جيدة، ولكن بكل صراحة وأمانة، افتقدنا إبداعات الأمير بندر بن فهد. في رأيي أن الفنان عباس إبراهيم حقق إنطلاقة جميلة في ساحة الفن، ولكنها انطلاقة محصورة في مساحات ضيّقة، رغم أن صوت عباس وآداءه يمكّناه من تقديم أعمال أفضل من التي قدمها في الألبوم الأخير، ولهذا عليه أن يعيد ترتيب أوراقه، وأن يجيد التعامل مع من يعرفون إمكانياته الفنية بشكل دقيق، ويعرفون ماذا يقدمون له من أعمال تتناسب معه. نصيحتي للفنان عباس إبراهيم (وأنا من محبي صوته وآداءه) أن يفكر في خطوات جديدة تضيف لرصيده الفني، وأن يعود لمن استطاعوا إبرازه وتقديمه بالصورة الصحيحة، وعلى رأسهم المبدع الأمير بندر بن فهد، وأما إذا استمر على وضعه الحالي فإنه لن يضيف لنفسه جديداً، وسيبقى يدور في فلك مكرر. * * * * * للعام الثاني على التوالي تحتفل المملكة -مع كل دول العالم المتقدمة والمتحضرة- بيوم المسرح العالمي، وبرعاية من معالي وزير الثقافة والإعلام، وهذا أمر رائع أن يكون لنا وتفاعل مع العالم في مثل هذه الأحداث الفنية الثقافية العالمية، ورغم أن مسرحنا السعودي (يعاني ما يعاني)، إلا أن مثل هذه المناسبات المميزة والمشاركة فيها سوف تسهم في نهضة مسرحية مقبلة ولو بعد حين. مشاركة المملكة جاءت من خلال حفل كبير أقيم مساء يوم الأحد الماضي، في احتفال يجسّد معاني معبّرة، ويصوّر أماني مستقبلية كبيرة، وهذا كله سيكون في صالح المسرح السعودي. لي ملاحظة، رغم أنني لم اشاهد الحفل، ولا المسرحية التي تم عرضها، وملاحظتي فقط تتلخص في اسم المسرحية، فقد كان اسمها كئيباً -في نظري- رغم أن الحفل ملئ بالتفاؤل والآمال الجميلة، كان اسم المسرحية “الدود”! كنت آمل فقط أن يكون الاسم أفضل، وعموماً.. يكفي هذا الاحتفال الجميل والرعاية الأجمل من وزيرنا المثقف الشاعر. إحساس ويا دوب كلمة أحبك يا دوب على لساني فاجئتني.. واعذابي هي تحب غيري أحرجتني