توعّدت حركة طالبان أمس الاثنين بالانتقام للمجزرة التي راح ضحيتها 16 مدنياً أفغانياً بينهم نساء وأطفال بيد جندي أمريكي في جنوبأفغانستان. فيما قال مسؤول حكومي أفغاني: إن ذلك الحادث قد يلحق الضرر بجهود واشنطن للتوصل إلى اتفاقية إستراتيجية مع كابول للسماح بوجود أمريكي طويل المدى في أفغانستان. يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة لتفقد القوات الألمانية المنتشرة في مزار الشريف (شمال)، بحسب أحد المتحدثين. وتوعدت حركة طالبان أمس بالانتقام ل»لمجزرة» التي راح ضحيتها 16 مدنياً أفغانياً بينهم نساء وأطفال بيد جندي أمريكي في جنوبأفغانستان، وأدت إلى توتر جديد في العلاقات الهشة بين أفغانستانوالولاياتالمتحدة. وكان جندي أمريكي مدجج بالسلاح قام في ساعة مبكرة من صباح أمس الأول بقتل 16 مدنياً أفغانياً بينهم أطفال ونساء ومسنّون في ولاية قندهار، معقل طالبان في جنوبأفغانستان، بحسب مصادر غربية وأفغانية. وتعتبر المجزرة الأخيرة ضمن سلسلة أعمال لجنود أمريكيين أثارت استنكاراً واسعاً في أفغانستان، وتعهدت حركة طالبان التي تقود تمرداً مسلحاً منذ 10 سنوات ضد النظام في كابول وضد التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة بالانتقام «لكل شهيد ... ضد الأمريكيين الهمجيين المختلين عقلياً». وقالت حركة طالبان في بيان: «إن القسم الأكبر من الضحايا أطفال أبرياء ونساء وشيوخ قتلهم الأمريكيون الهمجيون الذين سلبوا حياتهم الثمينة بلا رحمة وتلطخت أيديهم بدمائهم». ويعتبر الهجوم الذي وقع أمس الأول على مدنيين هو أحدث عثرة في العلاقات العامة الأمريكيةبأفغانستان ويمكن أن يضرّ بالولاياتالمتحدة التي تريد الاحتفاظ بمستشارين في أفغانستان وهي تحاول إنهاء الحرب التي لا تلقى تأييداً بشكل متزايد، واتفاق الشراكة الإستراتيجية الذي تتفاوض بشأنه الآن واشنطنوكابول هو جزء محوري في إستراتيجية واشنطن. وقال المسؤول الحكومي: «هذا قد يؤخر التوقيع على إتفاقية الشراكة الإستراتيجية.» وكان الحادث الذي وقع في قندهار واحداً من أسوأ الحوادث ووصفه شهود بأنه «مذبحة ليلية» أسفرت عن قتل 9 أطفال و3 نساء وقد يجبر هذا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على تشديد موقفه في محادثات الشراكة لتهدئة الرأي العام الذي ينتقد بالفعل اداء حكومته. وجاء هذا الحادث بعد أيام من توقيع الولاياتالمتحدةوأفغانستان اتفاقاً بشأن التسليم التدريجي لمركز احتجاز تديره القوات الأمريكية للسلطات الأفغانية. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد وصلت أمس إلى افغانستان في زيارة مفاجئة لتفقد القوات الألمانية المنتشرة في مزار الشريف (شمال)، بحسب أحد المتحدثين. وصرحت ميركل عند وصولها أن الوضع الحالي لا يتيح القول «ما إذا كنا قادرين على الإنسحاب، لهذا لا يسعني القول ما إذا كنا سنتمكن من الانسحاب بحلول 2013/2014»، وكانت ميركل تريد أن تتوجه في زيارتها الرابعة إلى أفغانستان إلى قندوز (شمال شرق) إلا أنها عدلت عن ذلك بسبب تساقط كثيف للثلوج، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».