أحرص على متابعة مباريات منتخبنا الوطني ، في المسابقات الدولية فقط ، مثل كأس العالم ، يدفعني إلى هذا الحرص ، حبي وانتمائي لوطني ، لذلك أفرح عند الفوز ، وأزعل عند الهزيمة ، أما المباريات الودية ، ومباريات الأندية المحلية ، فلا يسألني أحد عنها ، لأنني بصراحة لا أتابعها بشكل جيد . شاهدنا أخيرا مباريات المنتخب السعودي مع المنتخب الأسترالي ، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل . وبعد المباراة التي انتهت بهزيمة منتخبنا ، وفوز الاستراليين بأربعة أهداف مقابل هدفين . وبعد هذا الخروج المرير ، الذي ودع فيه منتخبنا تصفيات كأس العالم . شعرت كغيري بالحزن ، وتعمدت أن أقوم بجولة على بعض مواقع الانترنت، لكي اقرأ وأعرف آراء وانطباعات بعض المواطنين بعد صدمتهم من هذه النتيجة المؤسفة . ما لاحظته أن معظم التعليقات والعبارات التي كتبت ، غلب عليها الانفعال والغضب والسخط ، على أعضاء فريق منتخبنا ومدربه ، وتحميلهم جميعا مسؤولية هذه الهزيمة ، في نفس الوقت نقرأ كلاما جميلا ، لبعض الأشخاص ، ممن لديهم القدرة على تحليل الوضع وتفنيده ، وذكر أسباب الهزيمة ، بشكل متزن وصحيح ومقنع ، بعيدا عن الانفعالات والتعصب . ولكن من وجهة نظري أن كل ما قيل وسيقال ، وما كتب وما سوف يكتب ، بعد هذه الهزيمة لا يختلف كثيرا ، عما قيل وكتب في هزائم سابقة ومماثلة لمنتخبنا ، كلام مكرر، ووعود أيضا مكررة ، بتقييم حالة المنتخب ، ومعرفة ودراسة أسباب تراجعه وإخفاقه ، وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة الأخطاء وإصلاح وضعه وتطويره ، ومع مرور الأيام ، تنسى الوعود ، خاصة عندما تنطلق المسابقات أو البطولات المحلية ، الكل ينشغل بإنجازات هذا النادي ، وببراعة ذلك اللاعب ، ويبدأ إعلامنا ومسؤولو أنديتنا ، ومشجعونا ، يصنعون من بعض اللاعبين نجوماً كروية ، وهم في الحقيقة لا يستحقون ، وأقل من أن يكونوا نجوماً ، ويساهمون في إبرازهم وشهرتهم ، ويتسرعون في المبالغة بمدحهم والثناء عليهم ، وتغدق عليهم الأموال والعطايا والهبات ، أكثر مما يستحقون ، ويعطى لهم أكبر من حجمهم الطبيعي ، حتى أنهم يصدقون أنفسهم أنهم نجوم عالمية بالفعل ، لا مثيل لهم ، وأنهم لا يستحقون إلا أن يلعبوا مع منتخب البرازيل ، وعند أول مباراة لهذا اللاعب أو ذاك مع المنتخب ، سرعان ما ينكشف و يتهاوى هذا الذي جعل منه نجما، وتتضح أن نجوميته لا تتعدى حدود ملعب ناديه . فرجاء لا تعطوا اللاعب أكثر من حجمه ، ولا أكثر مما يستحق ، حتى لا تخدعوه فينخدع ويخدعنا . عبدالله حسن أبوهاشم - ضباء