عندما يستحيل الوقت فرصة، والليل كائنًا، والشعر عالمًا.. يكون ملايين العرب بانتظار تلك الثلاثية التي يتابعون أحداثها منذ تاريخ 3/1/2012، وسيظلون يتابعونها حتى شهر يونيو المقبل، وهو الشهر الذي تنتهي فيه أحداث الحلقة الأخيرة من «شاعر المليون»، حيث يرفع الشاعر الفائز خلالها بيرق الشعر، تلك الأمسية التي ينتظرها جمهور الشعر من الماء إلى الماء. وفي أمسية الشعر التي نُقلت ليلة يوم الثلاثاء الماضي على الهواء مباشرة من مسرح شاطئ الراحة في الساعة ال 9 مساء، تم عرض آخر حلقة من المرحلة الثانية (مرحلة ال 24) من مسابقة «شاعر المليون» في موسمها الخامس. لكن قبل أن ينطلق الفرسان في منافساتهم عبر فصول الحلقة ال 10؛ التقى عارف عمر في مجلس شاطئ الراحة بالدكتورة نادية بوهنّاد لاستعراض ملاحظاتها حول الشعراء ال 6 الجدد الذين سيتنافسون خلال الحلقة، ومما قالته من تلك الملاحظات التي سبق وأن ذكرتها في الحلقات السابقة التي كان الشعراء قد ظهروا فيها. ومن المجلس إلى المسرح انتقلت كاميرا «شاعر المليون» حيث رحب حسين العامري وحصة الفلاسي بأعضاء لجنة التحكيم (حمد السعيد، ود. غسان الحسن، وسلطان العميمي)، كما رحبا بفرسان الأسبوع الماضي الذين كانوا بانتظار تصويت الجمهور عبر رسائل الSMS، وهم: خالد الهبيدة من الكويت، راشد الرميثي من الإمارات، سيف السهلي من السعودية، طارق العجمي من الكويت، فيصل الجنيبي من عمان، فكانت الفرصة للشاعر راشد الرميثي في الانتقال إلى مرحلة ال 12 بحصوله على أعلى النسب بين زملائه الشعراء 62%، ثم تلاه سيف السهلي بحصوله على النسبة 59%، لينضما إلى جانب بدر العنزي الذي أهّلته لجنة التحكيم في الحلقة ال 9 بعد منحه 48 درجة من أصل 50. وهكذا خرج بقية الشعراء من المنافسة، فنأى عنهم بيرق هذا الموسم، إثر حصول خالد الهبيدة على 47%، وطارق بن علوان العجمي على 56%، وفيصل الفارسي الجنيبي على42%. كانت البداية في حلقة الثلاثاء مع أصيلة سعيد المعمري التي ألقت نصًا تحدثت فيه عن شقيقها، ولأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة فقد تدفقت المشاعر في نصها، وأبدى الدكتور غسان الحسن ملاحظاته النقدية حول النص الذي وصفه بأنه جميل ووصف وزنه بأنه ليس من الأوزان الدارجة ثم إن كل ما جاء في النص هو من تصورات أصيلة وعلى لسانها لكنها أيضًا تقمصت شخصية شقيقها. ثاني شعراء الحلقة كان حمود بن قمرا المري الذي ألقى نصًا عنوانه «دي فاكتر»، واشار حمد السعيد إلى الموضوع الذي غلّفه حمود بالترميز هو أمر واقع ربما عاشه عديدون معتبرًا أن النص جميل جدًا خصوصًا وأنه حداء كان ينتقل فيه حمود من فكرة إلى أخرى. وألقى علي نايف الغامدي مرثية في والده الذي رحل قبل أيام غير بعيدة، مرثية مغلفة بالحزن، وقال سلطان العميم إن القصيدة فيها كمًّا متدفقًا من الحزن يدل على الفاجعة وعلى الغياب الواضح في المفردات التي تدل على قوة تأثير ذلك الغياب في ذات الشاعر والذي انعكس حزنًا على أغلب الأبيات. وأطل الشاعر غازي المغيليث العتيبي بقصيدة دار موضوعها حول مسابقة «شاعر المليون» أسماها «عايدة»، قال عنها الدكتور غسان الحسن إنها قصيدة لا يستهان بها ولا تقل أهمية عما قدمه العتيبي من قبل. ثم ألقى الشاعر ماجد لفى الديحاني قصيدة لبلده الكويت احتفاء بعيدها الوطني، واشار سلطان العميمي إلى كمون التوهج الشعري والجمال والعذوبة والشموخ في هذه القصيدة. وكان منصور فهيد آخر الشعراء الذين قدموا إبداعاتهم ليلة الثلاثاء لجمهور مسرح شاطئ الراحة، وللجمهور المتابع عبر شاشتي شاعر المليون، وأبوظبي- الإمارات، وقال حمد السعيد عن النص بإنه يليق بقائله من حيث الذكاء في التقاط الموضوع والتميز في الدخول إليه مما ينم عن الشاعرية. ثم انتقل الشعراء إلى فن التخميس وعلى بيتين للشاعر السعودي إبراهيم القاضي (1284ه/ 1346ه). وطُلِب من الشعراء ال6 التخميس، ومما قالته اللجنة أن الشعراء جميعهم أبدعوا، وقالوا أبياتًا متميزة، وفي ختام الفقرة أعلن حسين العامري وحصة الفلاسي عن النتائج، فمنحت اللجنة 48 درجة من أصل 50 للشاعر الكويتي ماجد لفى الديحاني، ومعها بطاقة تأهّله للمرحلة الثالثة من المسابقة، أي مرحلة ال12، ليبقى الشعراء ال5 بانتظار رسائل ال SMSوالتي ستنقل اثنين منهم إلى المرحلة الثالثة، وهم حمود بن قمرا المري الذي حصل على الدرجة 47، وأصيلة سعيد المعمري، وعلي بن نايف الغامدي، وغازي المغيليث العتيبي، ومنصور الفهيد الشمري من السعودية الذين حصلوا جميعهم على الدرجة 46.