لم يتخيل أحد في هذا العالم أن البشرية تعيش في عصر متطور ومتقدم في كل شيء إلا في عقلية بعض الأنظمة المفعمة بثقافة استبدادية، مستلهمة من القرون الوسطى، وعهود الظلام والتخلف الإنساني في حقب الجهل وقانون الغاب..! وفي جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي خُصِّصَت للوضع الكارثي في سوريا الشقيقة صوتت 137 دولة ضد استخدام العنف وقتل المدنيين الأبرياء تحت أي ذريعة كانت «وهمًا كانت أم من وحي خيال النظام الحاكم في سوريا»؛ في حين عارضت مضمون القرار 12 دولة وامتنعت 17 أخرى عن التصويت؛ ورغم وجود أدلة بائنة كالشمس على إزهاق أرواح الآلاف من الناس بينهم شيوخ ونساء وأطفال إلا أن معارضة القرار ولو من عدد محدود من الدول كشف زيف الشعارات التي اتخذتها أنظمة تلك الدول التي تدعي السلام وتنادي به صباح مساء، لا بل إنها تصدر من خلال أبواقها وإعلامها الكاذب أصواتًا تنادي بالممانعة وإسقاط هيمنة الدول العظمى التي قهرت العباد والبلاد على حد ثقافة تلك الأنظمة البالية وتوجهها الذي أصبح عاريًا ومكشوفًا لذوي الألباب، لأنه ببساطة وبغض النظر عن الأهداف التي يتظاهر أنه يسعى إلى تحقيقها حفظًا لحقوق الدول وسيادتها يصطدم مع أدنى مقومات الكرامة الإنسانية؛ وأثبتت تلك الأنظمة بطلان شعاراتها القومية و«الأيدلوجية» حيث نأت بنفسها عن الحق ودعم الحق الإنساني في العيش الكريم دون إذلال وإهانة أو قتل وتشريد! والآن، يحسبون كل صيحة عليهم، ومن الواجب على العالم المتحضر ثقافة وتطورًا في كل المناحي أن يتصدى لتلك الأنظمة بكل الوسائل والطرق؛ وأن يطرد ممثلي تلك الأنظمة من المنظمات الدولية لأنها أنظمة قمعية تتستر بالممانعة قناعًا لتحقيق أهداف إبادية وإقصائية تعتمد بالدرجة الأولي على قناعات فاشلة وسياسات همجية لم تستحِ حتى من قتل الأطفال والنساء..!! فعن أي ممانعة يتحدثون؟!.. وعن أي حق يدافعون؟!.. لقد اتضح للعالم كله من يدعم الظلم والهيمنة وإلغاء عقل الإنسان لصالح نظام أو حزب بعينه؛ ومن يحمل للبشرية نور السلام وإحقاق التنمية والازدهار لكل شعوب الأرض.