* تمكنت الصحافة البريطانية-أخيرًا- من الكشف عن قضية مخالفة مرورية-زيادة السرعة- من قبل وزير الطاقة في حكومة الائتلاف النائب Chyis-Huhne، وتعود القضية إلى عام 2003م، عندما زعمت زوجته بأنها كانت هي التي تقود السيارة وليس زوجها، ولكن انفصال الزوجين عن بعضهما البعض قاد المرأة لإفشاء السّر لأحد الصحافيين-ويبدو أنه في كل التجمعات تحاول المرأة الانتقام من زوجها عندما يتركها لأخرى- وما أن تسرّب الخبر إلى الصحافة حتى أعلن الوزير الذي ينتمي لحزب الديموقراطيين الأحرار استقالته ومواجهة زوجته السابقة في المحكمة حتى يحافظ على سمعته كما ذكرت الويكلي تلغراف في تقريرها «February, 8-14-2012». * وعندما قرأتُ خبر استقالة الوزير البريطاني تذكرتُ حادثة كنتُ شاهدًا عليها في ديسمبر 2005م، عندما أعلن أحد أقرب الوزراء لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بل كان الوزير ديفيد بلانكيت David-Blunkett من أكثر الوزراء حضورًا رغم أنه ضرير ولا يبصر أعلن استقالته وكان سبب استقالة «بلانكيت» أنه طلب من المسؤولين في وزارة الداخلية أن يسرعوا في إجراءات طلب تقدم به لاستقدام مربية لزوجته السابقة لترعى شؤون ابنتهما الوحيدة. * الخلفية التي ينطلق منها الوزراء عن سلوكياتهم دوائرهم الانتخابية، ثم إنهم يحرصون على عدم تلويث سمعة الحزب الذي ينتمون إليه حتى ولو كان الأمر في مقاييسنا الشرقية يعد جنحة ولكنه كما ذكر الكاتب Mattew-D›ancona، يعد فضيحة Scandle من منظور ديموقراطي غربي محض، ومع أنه ليس هناك دين يحذّر من سمة الكذب كما هو الحال في ديننا الإسلامي ولكن عدم التزامنا بجوهر هذا الدين وتعاليمه ومقاصده جعل كثيرًا من البلاد العربية والإسلامية مرتعًا للفساد الذي تسبب بدوره مع غياب الشفافية والمصداقية في جعلها في مؤخرة الركب الحضاري.