قد يمر في مخيلتنا مبدعون في مجالات شتى.. ولكنهم مختبئون وهم على قيد الحياة.. ولا يهمهم سوى ظهور إبداعاتهم وفنهم وهم كثيرون في الواقع.. ومواهبهم متوهجة.. وعندما تظهر أعمالهم ونتساءل من هو هذا الفنان -أو المبدع أو الشاعر.. الذي قدم هذا العمل - وتكون أعمالهم هي جواز المرور إلى الملتقى.. دون عمل دعاية مسبقة.. وكنا في حديث مع الموسيقى حسين الأهدل وسرد لنا مبدعون حقيقيون تواجدت أعمالهم على الساحة دون بريق.. ذكرنا الأهدل بالطائف الجميلة وهناك ذهبنا إلى منزل الفنان والملحن يوسف رجب والشاعر أيضًا.. ومعنا الشاعر خالد إسماعيل صاحب الروح الجميلة -رحمه الله-.. وخالد إسماعيل من الشعراء الرائعين الذي قدم الكثير سواء على مستوى الكلمة الوطنية أو العاطفة إلا أن ظروف العمل في بعض الأحيان لا تمكّنه من التواجد.. ومن أجمل أعماله "كم يا بحر ناديت باسمه ولا رد.. لكم يا بحر اشرتلك ما ألتفتلي".. وفي تلك المسية وصلنا بيت يوسف رجب الذي رحب بنا واسمعنا لحنًا من كلماته ولم يتحدد من سيغنى هذا العمل.. وكلماته ذات صياغة جميلة وجذابة.. ولحنة أيضًا.. هذا العمل عنوانه "أحرمتني الحب".. وتقول كلماته أو نورد شيئا منها: أحرمتني الحب وأنا بأحرمك من دمعي.. ما عاد تذرف عيون دمعها جاري.. يا ما كتبت بشعري وكل ألحاني واليوم نسيتك قبل ما أنت تنساني غيمة هواية مطرها رش بستاني والفرح أشجاني وراحت كل أحزاني وكانت أمسية مليئة بالفن والشعر الجميل.. من أمسيات الطائف الباردة.. ويوسف أيضًا كان رئيسًا لقسم الموسيقى في جمعية الفنون بالطائف وقدم كثير من المواهب من خلال عمله في الجمعية أو بعد خروجه منها ومن هؤلاء الفنان عبدالله رشاد الذي تبنى بداياته في الطائف وقدمه من خلال حفلات الجمعية وعلى مسرحها.. هو وغيره من المواهب في الطائف من مختلف المواهب الفنية وكان لا يبخل بشيء من فنه على غيره.. وبالمناسبة كان الفنان علي عبدالكريم انذاك مسافرًا إلى الرياض لتقديم حفلة جماهيرية واتصل بيوسف قبل هذه الرحلة بأيام قليلة وسأله ماذا لديه من جيد (يقصد يوسف) فقال سأسمعك النص الشعري الذي اوردناه "أحرمتني الحب" لكن علي كان في موقف حرج رغم معرفته بمواهب هذا الرجل في التحلين وقد سبق له التعامل معه وقدم له أعمالا معروفة وجيدة وسأل يوسف أن تلحين العمل سوف يأخذ وقت والفترة قصيرة ومن سيلحن هذه الكلمات إلا أن يوسف فاجئه بقوله أحرمتني الحب ملحنة وجاهزة ولحنتها منذ فترة وأُعجب علي وقدمها في الرياض لأول مرة من خلال احتفال بمناسبة رياضية هناك.. ونجحت الأغنية وكانت من أنجح أعماله حتى اليوم.