لم يشهد الشارع المصري أمس السبت، جديدًا عن كل سبت، وساد هدوء حذر صبيحة أول أيام العصيان المدني الذي نادت به بعض القوى والتيارات السياسية في الذكرى الأولى لتخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن سدة الحكم. ولم تكن هناك أي مظاهر للتجاوب مع دعوات العصيان في محيط الجامعتين الألمانية والأمريكية بالقاهرة رغم أن الأخيرة متهمة تحديدًا من قبل المجلس العسكري بأنها أداة أمريكية للتحريض على الإضراب والعصيان المدني. وقال مسؤولو أمن الجامعتين إن الوضع طبيعي حيث إن السبت عطلة ورغم ذلك يوجد بعض أعضاء هيئة التدريس وباحثين وطلاب ينهون إجراءات إدارية وتعليمية. وبدأ الأمر مختلفا في جامعتي القاهرة وعين شمس، حيث تجمع المئات من الطلاب خصوصًا المنتمين إلى حركة «6 ابريل» و»تحرير» أمام قبة الحرم الجامعي بجامعة القاهرة، رافعين لافتات كتبوا عليها «إضراب عام حتى تسليم السلطة»، فيما وزعت حركة «تحرير» منشورات طالبوا فيها بعصيان مدني حتى تتحقق مطالبهم وهي رحيل المجلس العسكري، وتسليم السلطة لهيئة منتخبة، وإقالة النائب العام، والقصاص من قتلة الشهداء منذ اندلاع الثورة، وتطهير مؤسسات الدولة. وذكروا أنهم لن يرضوا بدستور تحت حكم العسكر. واختلف طلاب جامعة القاهرة حول ما إذا كانوا يدعون إلى عصيان مدني أم إضراب عام، ولم تتخلف كليات الجامعة عن بدء المحاضرات في أول يوم دراسي من الفصل الثاني رغم حضور الأساتذة ودخولهم قاعات المحاضرات. وفي جامعة عين شمس، احتشد المئات بعد أن نظموا لجانًا لمساعدة أمن الجامعة في التحقق من البطاقات الشخصية للطلاب وتفتيشهم لتأمين وقفتهم الاحتجاجية. وفي الإسكندرية، نظم طلاب المدارس مظاهرات أمام الجامعة رغم ان دعوات الإضراب العام لم تلق تجاوبًا في الشارع، وقال رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور أسامة إبراهيم إن الدراسة انتظمت في كافة كليات ومعاهد الجامعة، مشيرًا إلى أن العملية التعليمية تسير بشكل طبيعي داخل الجامعة. وشهدت حركة مترو الأنفاق وأتوبيسات النقل العام انتظامًا، وأقلت أعدادًا من الأهالي في طريقهم للذهاب إلى أعمالهم، كما انتظمت حركة القطارات في الوجهين القبلي والبحري، وانتظام العمل بالشريان المائي لقناة السويس، كما فتحت كافة المستشفيات الخاصة والعامة أبوابها أمام المرضى، إضافة إلى الأفران والصيدليات، وانتظام العمل في بعض المدارس بعد استئناف الدراسة أمس عقب انتهاء عطلة نصف العام، وانتظم العمل في كافة القطاعات الحكومية. وفى ميدان التحرير بقلب القاهرة نشبت اشتباكات في الصباح الباكر بين عدد من البلطجية بعضهم البعض، حيث استخدمت الأسلحة البيضاء، مما أصاب المتظاهرين والمارة بحالة من الذعر والهلع، أسفرت عن إصابة شخص واحد بجروح طفيفة في الرأس، وبعدها عادت الحياة إلى طبيعتها داخل الميدان.