«الفوبيا» مصطلح في علم النفس يشير إلى المخاوف المرضية، وهي المخاوف التي لا مبرر لها من شيء أو عمل ما؛ مثل: الخوف من الأماكن المرتفعة، الخوف من الدم، الخوف من الظلام. أذكر أن حوارا دار بين شاب أعزب ورجل كبير في السن.. كان السؤال الموجه للأعزب هو لماذا لا تتزوج؟! وكان جوابه هو أن الوضع الحالي لكثير من الفتيات لا يشجع؛ فالدلع منتشر، وانشغال الفتيات بالأسواق والحفلات عن الأمور المهمة لا يشجع على الزواج. فرد كبير السن بإجابة رزينة؛ وهي أنه حتى الفتيات ينظرن إلى الشباب بنفس النظرة؛ فهن يعتقدن بأن الشباب لا همّ لهم إلا الاستراحات، والجلسات، والمقاهي، ولا يقدرون الحياة الزوجية قدرها. هذا الحوار يكشف لنا حقيقة مرض نفسي جديد ألا وهو «فوبيا الزواج». بكل صراحة؛ هناك فتيات لا ينقصهن ذرة جمال، ولا أخلاق، ولا دين؛ ولكن إصابتهن بفوبيا الزواج، جعلت حتى مجرد فتح سيرة الزواج تصيبهن بحالة من الغضب، بل ربما الصراخ، والتهديد.. فهي تخاف من الزواج حتى وإن لم تصرح بذلك. ومسببات المرض منتشرة في المجتمع؛ فنسب الطلاق، وأعداد المصابات بالعنف الأسري، والحرمان من الأبناء، فضلا عمن أصبحت عالة على أسرتها بسبب كثرة جلسات المحاكم بين أسرتها وزوجها إما لطلاقها، أو لأخذ حضانة الأبناء، أو غيرها من المشكلات التي يساهم انتشارها في خلق مناخ ملائم لمرض «فوبيا الزواج». وقد يكون لجلوس الفتيات غير المتزوجات مع زوجات مطلقات، أو زوجات مررن برحلة عذاب مع زوج قاس؛ قد يكون لها دور كبير في تطور ذلك المرض في نفوس الفتيات غير المتزوجات. الزواج قسمة ونصيب، والطلاق قد يكون حلا في آخر المطاف؛ لكن لو تركنا لأنفسنا التعلق بحلقات الخوف من قيادة السيارة بسبب كثرة الحوادث لوصلنا إلى حالة نفسية قد تدفعنا إلى الركوب خلف السائقين؛ وهكذا الزواج هو حياة بيد الله لا ينبغي أن نقيسها على قصة حزينة، أو تجربة مريرة لمطلقة أو غيرها؛ بل لنقيسها على أنها سنة للحياة لابد منها حتى وإن اعترتها بعض المنغصات. فنحن على كثرة ما نشاهد من الاختناقات المرورية لا نخاف منها بل نحاول التعايش معها، وكذلك الاختناقات الزوجية علينا أن نحاول التعايش معها بدلا من الخوف الذي لا يحل المشكلة بل يخلق لنا مشكلة جديدة تساهم في زيادة أعداد العوانس بسبب «فوبيا الزواج». عبد العزيز جايز الفقيري – تبوك