تشن القوات السورية هجوما عنيفا على عدة معاقل للمعارضة خصوصا في حمص التي تتعرض لقصف متواصل منذ السبت فيما اعلنت الاممالمتحدة ان الجامعة العربية طلبت منها التعاون في مهمة المراقبين الجديدة. وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "23 مدنيا قتلوا خلال القصف المستمر منذ صباح الخميس على حي بابا عمرو في حمص"، مشيرا الى ان "بعض جثث الشهداء متفحمة بالكامل". واضاف ان "الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود عائلتين في بابا عمرو تحت الانقاض". كما افاد المرصد عن مقتل شخص في حي الخالدية. واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان عمليات القصف المستمرة على المدينة منذ فجر السبت اسفرت حتى الان عن مقتل اكثر من 400 مدني. وقال الطبيب الميداني علي الحزوري في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب من بابا عمرو "لدينا حتى الآن 54 جريحا وهناك اعداد اخرى تحت الانقاض". واضاف ان "القصف هدأ قليلا في الليل لكن منذ الساعة الخامسة (3,00 تغ) يتعرض الحي لقصف مركز وتستخدم صواريخ تخترق اكثر من جدار". من جهته، قال الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب من بابا عمرو صباح الخميس ان "الصواريخ تمطر على بابا عمرو دون توقف اليوم". واضاف شاكر ان "الناس يحتمون من القصف في الطوابق الارضية لعدم وجود ملاجئ (...) وهناك بيوت اصيبت فيها جثث متفحمة واشلاء". ووصف شاكر حي بابا عمرو صباح الخميس بان "شوارعه مقفرة وآثار القصف والدمار في كل مكان ولا يسمع فيه سوى صوت القذائف والصواريخ". ياتي ذلك غداة مقتل خمسين مدنيا على الاقل، حسب ناشطون حقوقيون في اعمال العنف التي تتعرض لها احياء عدة في حمص رغم وعود اطلقها الرئيس السوري بشار الاسد بوقف اعمال العنف في البلاد. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان الجامعة العربية ستعيد بعثة المراقبين التابعة لها والمثيرة للجدل الى سوريا حيث اسفر قمع نظام بشار الاسد للمتظاهرين عن مقتل الالاف بحسب حقوقيين. وقال بان للصحافيين ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ابلغه هاتفيا الثلاثاء عن نيته بهذا الصدد طالبا منه تعاون الاممالمتحدة في هذه المهمة الجديدة. من جهة اخرى اعتبر بان ان الفيتو الروسي والصيني على قرار في مجلس الامن حول سوريا "كارثي" على الشعب السوري، مؤكدا انه شجع دمشق على "تصعيد حربها ضد شعبها". وقررت الجامعة العربية نهايةيناير سحب مراقبيها من سوريا احتجاجا على مواصلة قمع الاحتجاجات الشعبية. وقال الامين العام ايضا ان "الوحشية المرعبة التي نشهدها في حمص مع استخدام اسلحة ثقيلة تطلق على الاحياء السكنية تجعلنا نعتقد وللاسف ان الوضع سيتأزم اكثر". واشار دبلوماسيون الى ان ارسال بعثة مشتركة بين الجامعة العربية والاممالمتحدة يعتبر خيارا ضمن اقتراحات اخرى. وشدد دبلوماسي على "ضرورة الخوض اكثر في التفاصيل قبل التوصل الى اتفاق محتمل". واشارت الصحيفة الى انه "اثناء ملاحقة الارهابيين في حي بابا عمرو (في حمص) ضبطت الاجهزة المختصة صواريخ نوع لاو اسرائيلية الصنع وقناصات اسرائيلية واميركية عالية الدقة والسرعة لم تر من قبل" بالاضافة الى اسلحة وقذائف من انواع مختلفة. كما تحدثت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان الجهات المختصة "فككت عبوة ناسفة تزن 1,5 كلغ زرعتها مجموعة إرهابية تحت سيارة مديرة مدرسة في اللاذقية (غرب) وبعد تفكيك العبوة تبين أنها محشوة بمادة السيفور شديدة الانفجار". واشارت الى ان "هذه المادة تصنع في الخارج ولا تنتجها سوريا ويعد كيان الاحتلال الاسرائيلي اكبر منتج لها في المنطقة". واشارت الصحيفة الى ان هذا القرار "لا تفسير له سوى محاولة الانتقام من سوريا التي رفضت الخضوع للغرب وتمسكت بقرارها الوطني المستقل" معتبرة ان هذه الدول نفذت "مطالب غربية في هذا الشأن". كما انتقدت صحيفة البعث "تسخير الدين الاسلامي لاهواء رخيصة سياسيا واخلاقيا". واضافت ان "محاولات البعض توسيع دائرة المواجهة لتشمل كل جوانبها السياسية والاقتصادية والرجعية الدينية (...) انما تنطلق من اعتبارات شخصية لا علاقة لها بالدين الحنيف وتهدف لتطويع الدين لخدمة سياسات تفريقية وتقسيمية لا تخدم في النهاية الا مصالح اميركا والكيان الصهيوني".