عبّر عدد من أمريكيين عملوا داخل المملكة في السابق وحازوا قطعًا أثرية وطنية بطرق غير نظامية، عن سعادتهم لإعادة هذه القطع إلى موطنها الأصلي، وتسليمها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي تعمل على استعادة الآثار الوطنية بهدف حمايتها وصيانتها، وعرضها في المتاحف كشاهدٍ على دور المملكة في بناء التاريخ الإنساني، وأهمية بعدها الحضاري. وقالت السيدة الأمريكية الينر نيكول -التي عملت مع زوجها راج نيكول في شركة أرامكو السعودية خلال الفترة (1956 – 1970 م)- أنها في نهاية الأسبوع كانت تستمتع وزوجها في تسلّق الجبال والبحث بين مناطق الصحراء بهدف إيجاد مواقع جيولوجية قديمة، وأضافت أنّه فعلًا تم العثور في قاعدة جبل الشمال على صخور أثرية مميّزة يعود تاريخها إلى (40) مليون سنة، كما عثروا على رؤوس سهام مكسرة، وقطع فخارية متنوعة وأساور متكسرة في المنطقة.أما زوجها السيد نيكول فقد كانت تربطه علاقات طيبة مع البدو في الصحراء، خاصة قبائل شمال شرق المملكة، إذ حصلوا على بعض الآثار أيضًا من مواقع في مدائن صالح وتيماء، وقاموا بنقل جميع ما لديهم من آثار في (9) صناديق من الحجارة والقطع الفخارية الأثرية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. مبينة أنّها رحّبت بقيام السفارة السعودية في أمريكا بمشروع جمع الاثار من الخارج، وتواصلت معهم لإعادة كل ما لديها، لأنها كانت تشعر دائما بأن هذه القطع تخص الشعب السعودي وليست ملكها. من جهتها تحدّثت السيدة بفرلي سشورت من ولاية فلوريدا الأمريكية عن تجربتها في المملكة التي أمضت فيها (26) عاما برفقة زوجها الذي كان موظفا في شركة أرامكو السعودية أيضا، حيث أكّدت أنها كانت دائمًا تستكشف مع عائلتها المواقع القديمة في الصحراء، حيث عثروا هناك على كنوزٍ أثرية عديدة ومتنوّعة، من عظام ورؤوس أسهم حجرية، وحجارة تراثية. وأوضحت السيدة سشورت أنها قامت بعرض هذه الكنوز في المملكة، وفي الولاياتالمتحدة، إلا أنها شعرت بالسعادة أكثر حينما قامت بإعادة هذه الآثار إلى موطنها الأصلي، لأنها كانت تدرك أنها تخص شعبًا آخر سوف يحبها ويحميها أكثر منها، مضيفةً أنه من أجمل ما اقتنته زجاجة خضراء غير مكسورة او مخدوشة كانت تلمع في الرمال، تعود إلى الفترة الفينيقية، وجدها طفلها قرب السكن المخصص للشركة. من جانبه عبر الأمريكي تيم بارجر الذي ولد في مدينة الظهران عام 1947م عن سعادته بإعادة الآثار التي كانت بحوزته إلى موطنها الأصلي في المملكة العربية السعودية، موضحًا أنه في شبابه كان يُحب دائمًا التجوّل مع والديه اللذين كانا يعملان في شركة أرامكو بالمنطقة الشرقية، وذلك للبحث في الصحراء عن القطع الأثرية، خاصة بعد سقوط الأمطار، لأنها كانت غالبًا ما تكشف عن بعض خبايا الرمال، حيث عثروا على قطع فخارية، وأساور متكسرة، تعود إلى حقب تاريخية بالغة في القدم، مبينًا أنّ من أجمل الآثار التي وجدوها؛ هي في مدينة الخبر، عبارة عن ابريق محطّم من الفخار، إلا أن معظم أجزائه كانت موجودة، فقام مع والديه بإعادة تشكيله وتثبيته بالصمغ. يشار إلى أنه سيتم تكريم هذه الشخصيات في معرض الآثار الوطنية المستعادة الذي سيقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بعد غد السبت في المتحف الوطني بالرياض.