أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن عقوبات جديدة تستهدف البنك المركزي الإيراني لتشديد الضغط الاقتصادي على هذا البلد في وقت ترد تكهنات بشأن ضربة تعتزم إسرائيل توجيهها إليه على خلفية برنامج طهران النووي. ووصفت طهران هذه العقوبات بأنها «خطوة عدائية». وفيما صححت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواعيد مهمتها المقبلة في إيران لتصبح في 20 و21 فبراير بدلا من 21 و22 فبراير، كما أعلن في وقت سابق. وسعت إيران من عمليات تخصيب اليورانيوم في موقع «فردو» النووي في مدينة قم (288كم جنوبطهران)، وفقًا لما ذكرته مصادر إيرانية، حيث أشارت المصادر إلى أن نسبة التخصيب 20% وهي الدرجة التي تؤيدها الوكالة. وموقع «فردو» النووي تحت الأرض، ومجهز ب 348 جهازًا للتخصيب. وكانت الوكالة الدولية للطاقة عبرت عن مخاوفها من احتمالية استخدامه في عمليات التخصيب لأغراض غير سلمية. وكتب أوباما في رسالة إلى الكونغرس «لقد تبين لي أنه من الضروري فرض عقوبات إضافية، ولا سيما على ضوء الحيل التي يلجأ إليها البنك المركزي الإيراني وغيره من المصارف الإيرانية لاخفاء معاملات تجريها أطراف فرضت عليها عقوبات». وينص المرسوم الذي يستهدف تحديدًا القطاع المالي الإيراني وخصوصًا البنك المركزي و»أي مؤسسة مالية» في البلاد، على تنفيذ عقوبات مدرجة في قانون تمويل البنتاغون الذي أصدره أوباما في 31 ديسمبر. وتقضي العقوبات الجديدة التي وردت في مرسوم وقعه الرئيس الأحد بتجميد جميع أملاك ومصالح الحكومة الإيرانية والبنك المركزي الإيراني وجميع المؤسسات المالية الإيرانية في الولاياتالمتحدة. وكانت العقوبات السابقة تطلب من المؤسسات الأمريكية رفض هذه المعاملات وليس تجميدها. وندد الرئيس بقصور التنظيمات الإيرانية لمكافحة تبييض الأموال منتقدًا «المخاطر المتواصلة وغير المقبولة التي تطرحها نشاطات إيران على النظام المالي الدولي». ولم يتضح في الوقت الحاضر حجم الأموال المعنية بهذه العقوبات لكن من غير المتوقع أن تكون مبالغ طائلة. وفي هذا السياق فإن الإجراءات الأمريكيةالجديدة تكون لها قيمة رمزية في سياق العداء القائم بين البلدين منذ عقود. والعقوبات الأمريكية والأوروبية المشددة تجعل من الصعب على إيران أن تدفع ثمن ما تستورده من منتجات بالدولار واليورو وأن تتلقى بترودولارات. غير أن طهران تركز حاليًا نشاطاتها التجارية بشكل متزايد مع آسيا. ومن المتوقع أن يكون للعقوبات الأوروبية على إيران تأثير أكبر. فالاتحاد الأوروبي استورد من إيران 600 ألف برميل نفط في اليوم خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي، ما يوازي حوالى 20% من صادرات إيران، ما يجعل منه سوقًا أساسية للجمهورية الإسلامية إلى جانب الهند والصين. غير أن أوروبا حظرت الشهر الماضي أي عقود نفطية جديدة مع إيران. من جهتها، وصفت إيران قرار العقوبات الأمريكية بأنه «خطوة عدائية». وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية في مؤتمر صحفي أسبوعي «هذه خطوة عدائية... حرب نفسية ليس لها تأثير... ليس هناك جديد. هذا الأمر مستمر منذ أكثر من 30 عامًا». وأضاف «العقوبات لن يكون لها أي تأثير على مسارنا النووي».