كثيرون لمسوا العلاقة الوطيدة التي تربط سمو وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، رئيس اللجنة العليا لمجلس أوقاف جامعة الملك سعود الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالتاريخ، على الأخص تاريخ المملكة وسيرة مؤسسها الملك عبدالعزيز- يرحمه الله- كونه أحد التلاميذ النجباء في مدرسة هذا القائد العظيم الذي صنع المجد للوطن بتوفيق الله وعونه ووضع الأسس العقدية والنهضوية لانطلاقة مسيرته المباركة، مكرسًا حياته وجهوده لتحقيق واقع فاق في روعته الحلم الذي ظل يراوده منذ نعومة أظفاره عندما بدأت ترتسم في خياله معالم ذلك الحلم الذي تحقق على أرض الواقع على مدى 30 عامًا من الجهد المضني بدءًا من فتح الرياض عام 1902 وتكلل بولادة هذا الكيان الشامخ الذي نستظل الآن برايته وننعم بأمنه واستقراره ورخائه في إطار دولة العلم والإيمان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- الذي تتواصل في عهده جهود البناء والتطوير تطلعًا نحو تلبية متطلبات العصر والتسلح بأدواته. لعل أهم ما وقف عليه الأمير سلمان في انخراطه وتفوقه في مدرسة والده العظيم، أن تلك المدرسة لم تعلم فقط السياسة والفروسية ورسم الاستراتيجيات وآفاق المستقبل الذي يليق بأرض الحرمين الشريفين وشعبها الأبي وكيفية الحفاظ على وحدة الوطن ترابًا وشعبًا وآمالاً، وإنما أيضًا الاهتمام بالبعد الإنساني في التعامل مع الآخر في دائرة الأسرة والشعب والوطن، والإنسان بشكل عام أيًّا كانت ملته أو جنسه أو مكانه في دائرة العالم الذي نعيش فيه ونتعامل مع بلدانه شرقًا وغربًا، وهو ما شكل ما يعرف بالبعد الإنساني في شخصية جلالة الملك عبدالعزيز الذي طالما تحدث عنه سموه في لقاءاته وكلماته كأحد التلاميذ النجباء في تلك المدرسة العظيمة، وأيضًا كأحد مؤرخي المملكة الثقاة في تاريخها وسيرة مؤسسها، وهو ما أمكن لمسه في الاحتفائية الثقافية والتاريخية التي شهدتها جامعة الملك سعود من خلال ندوة «الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود» باعتبارها باكورة نشاطات وأعمال «كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية» الذي دشنه سموه أمس الأول في تلك الاحتفائية ليكون شاهدًا على عظمة التجربة السعودية وعبقرية وإنسانية مؤسسها.