بدا مانشستر سيتي في مباراته الأخيرة ضد إيفرتن، فريقا بلا شخصية وبلا روح. وهو اخطر ما يمكن ان يظهر على فريق ينافس على إحراز اللقب في هذه المرحلة من الموسم. مانشستر سيتي لم يستطع أن يصنع فرصة حقيقية للتسجيل طوال شوط المباراة الثاني! وهو ما يدعونا كي نتوقف طويلا أمام هذا الفشل رغم وجود كل هذا الكم من لاعبي خط الوسط والهجوم الذين يعتبرون من خيرة لاعبي العالم. الفريق بدا وكأنه يفتقر إلى القائد أيضا. والقائد هو الذي تظهر الحاجة إلى وجوده عندما يتشتت تركيز المجموعة وعندما يفقد الفريق شخصيته على أرض الملعب لحساب منافسه. اللاعب القائد ليس هو اللاعب الاستراتيجي الذي يعتبر المفتاح الأهم للعب فقط، ولكنه اللاعب الذي يمتلك القدرة على التأثير إيجابا على زملائه سواء من حيث قدرته على التوجيه أو من حيث أسلوب أدائه وقدرته على الربط بين الخطوط وكشف الملعب . هزيمة مانشستر سيتي أمام إيفرتن ليست نهاية المطاف بكل تأكيد، فالفريق ما يزال يمتلك الفرصة في استعادة فارق النقاط الثلاث إن لم يكن أكثر، خلال الأسابيع الأربعة القادمة حيث سيواجه منافسه المباشر يونايتد كل من تشلسي وليفربول ونوريتش وتوتنهام . وجميع المباريات المذكورة ستكون خارج ملعب مانشستر يونايتد باستثناء مباراة ليفربول. ما يعني أن هناك شبه استحالة في أن يتمكن يونايتد من الفوز بالعلامة الكاملة ( 12 نقطة ) خلال تلك المباريات. لكن مانشستر يونايتد ينتظر بفارغ الصبر عودة بعض اهم لاعبيه المصابين، كروني وناني اللذين سيشاركان في مباراة اليوم حسب ما أشارت إليه التقارير الصحفية الواردة من اولد ترافورد. كما ان الفريق سيكون على موعد مع عودة أشلي يونج وتوم كليفرلي وفيل جونز وأندرسن . والأهم أن عودة بول سكولز من الاعتزال ساهمت في توزيع مهمة القيادة بين كل من سكولز وروني. لقد قدم سكولز مستويات مدهشة وبالذات في المباراة الأخيرة ضد ستوك، وكان بحق قائدا أعاد للفريق شكله حتى في ظل غياب واين روني الذي لم يلحظ الجمهور غيابه. سكولز بدا رائعا وهو يقود خط منتصف الفريق ويغير مجرى اللعب من هذا الطرف إلى ذاك ويكشف الملعب وكأن له عيناً ثالثة ، بل ويهدد المرمى بتسديداته ، مما أراح كاريك كثيرا وساهم في انفراده بالمرمى مرة وساعده في التركيز على مهمة استخلاص الكرة من المنافس. الأربع جولات القادمة ستكون حاسمة في مسيرة الشياطين الحمر للاحتفاظ بلقبهم.