** يمثل الخطاب الديني حجر الزاوية للرأي العام، وذلك بما يمثله من أهمية في تشكيل توجه هذا الرأي،والخطاب الديني كان ولازال يمثل نقطة جدل تتسع وتضيق أحيانا عن ( ماهيته) من حيث التشدد والتوسط، والتباعد والتقارب، والاختلاف والتوافق مع مكونات الرأي المجتمعي العام ** والخطاب المنبري هو احدى الوسائل الهامة في مسارات الخطاب الديني العام , لقد ظل المنبر عبر الزمن ومع كل هذه الثورة المعلوماتية والتقنية يحمل أهمية متفردة وذلك من واقع (خصوصيته) باعتباره خطاباً مباشراً ما بين الخطيب وما بين المتلقين، ودائما الخطاب المباشر يحمل اثراً مختلفا عن غيره , وإذا ما قصدنا تحديداً (بالمنبر) منبر الجمعة فان هذا المنبر أيضاً يحمل تأثيراً اكبر وفوق خصوصية مباشرته تأتي شخصية الخطيب كشخصية مؤثرة في أذهاننا ونفوسنا جميعا، من القديم ونحن نحيط الإمام والخطيب ( بهالة ) هي من وحي منظورنا له وهي أيضا نقطة العبور المؤثر منه إلينا ** ولذلك فالتأكيدات دائما على قضية ( النوعية)، فمن الضروري دقة اختيار من يخطب لأجل أن نطمئن على ماذا يخطب !! ** للحقيقة وزارة الشئون الإسلامية تولي ( الاختيار) عنايتها , وبحسب ما نتابع فان هناك لجان اختيار داخل أروقة وزارة الشئون الإسلامية وفروعها المختلفة هذه اللجان مهمتها تحري الاختيار الجيد لخطيب وإمام الجامع . وبحسب ما نتابع أيضا فان هناك دورات تأهيلية او تثقيفية تنفذها الشئون الإسلامية لخطباء الجوامع . ** ونحن لا نسيء الظن بأحد، نثق بخطبائنا ولن نسقط عليهم ممارسات البعض ( كأنموذج ) ولكننا نقول بأننا مطالبون في هذه المرحلة تحديداً إلى التوافق مع المصالح العليا للبلد وفق الثوابت، لا نقول اخرجوا عنها ولكن وفقها وبالتأكيد المؤكد ألف مرة أن هذه المصالح العليا تنطلق من تلك الثوابت !! كما نحن مطالبون (كخطباء) أن نقترب أكثر من مشاكلنا وظروفنا وهذه مشكلة نعاني منها مع بعض خطباء المنابر وهي التقاطع العازل ما بين ما نعايشه ونتعايش معه وبين مضامين الكثير من الخطاب المنبري !! قضايا يعاني منها المجتمع والعالم في حين أن (خطيب المنبر) كأنه يهبط إلينا من قرن آخر !! وليس مبررا له أن المنبر (وعظي ) مجرد، هذه فى اعتقادي نقطة هروب من الواقع بكل تداعياته واحداثه!! ** المنبر يعنى (بالوعي) و( التوجيه ) و (بالتثقيف)، ولا يمكن أن نكون نحن المتلقين خارج هذه الدوائر وإلا لمن يخطب الخطيب ؟؟ وما فائدة ما يخطب إن لم يكن يلامس عمق حياتنا وحراكنا المجتمعي ؟! في المقابل فان ( الشئون الإسلامية ) إذا كانت تجتهد في محاولة الإمساك بأهم ملفات ( الخطاب المنبري ) فإنها تحتاج إلى جهد كبير في مجال الأدوار الرقابية .. وأنا اعني الرقابة الشمولية في هذا الشأن ويأتي خيطها الأول في الاقتراب من الجوامع كثيرا. ** سأنقل حكاية جامع، قد لا يكون ( أنموذجاً ) وأنا اعرف هذا ولكنها قد تكون مدعاة إلى المزيد من الاقتراب الرقابي من الجوامع !! جامع يتسع لحوالي ألف مصلٍّ مؤذنه لسنوات حارس عمارة من جنسية أفريقية وإمامه في مهب الريح عاش ردحاً من الزمن في ظل خطيب يترك للطلاب الخطبة على المنبر من أجل التدريب !! تخيلوا ؟ .. وفي كل جمعة كنا نصافح طالبا وماذا سيقدم هؤلاء ؟!! كلمة من الشرق وأخرى من الغرب ؟ ذهب صاحبنا وجاء آخر ولان هذا الآخر ليس بدرجة ( خطيب ) ولا ندري كيف تم النقل إذا ؟ لكن الجامع لازال يعيش تحت رحمة (خطيب الأوقاف) كل جمعة خطيب جديد، وعندما سألت قالوا هؤلاء خطباء طوارئ يخطبون باجر ** فى الجمعة الماضية لم يحضر احد قام شاب في السابعة عشرة من عمره من جنسية افريقية وليس لديه اقامة قال حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم نزل وصلى بالناس !!! سألت كيف يحدث هذا ؟ هل عندك إذن؟ قال لا هي مجرد(فزعة) للناس، تأخر الخطيب فصعدت المنبر ** وحين لا يكون هناك مؤذن ينبرى أحد من الجنسيات الذين لا يجيدون العربية فى الاذان فتسمع كل مفردات ( التكسير) و(التأتيه) ** قبل فترة سمعت صياح ديك، سألت قالوا عامل المسجد يربي ديكاً فى احدى زوايا الجامع الخلفية قلت أرجو ان يكمل لنا الديك بصوته بعض ما لم نفهمه في الخطبة وفي الأذان . وقبل فترة رأيت عمال إحدى الشركات يخرجون من بعض غرف الجامع سألت قالوا استأجرناها ؟ ممن ؟ وكيف ؟ ولمن؟ .. لا أدري !! ما أدري ان هناك إشكالية فى قضية الرقابة على المساجد وعلى المنابر، وعلى الشئون الإسلامية زيادة التركيز على هذا الجانب , فسياقات ما ذكرت عن بعض ما يحدث في جامع واحد ارجو ألا يكون دليل غياب الرقيب عن اخطر ما يمس عقولنا وأرواحنا